فواز عزيز

فكرة جميلة تشوهت

السبت - 29 يوليو 2017

Sat - 29 Jul 2017

• بنظري الشخصي الذي قد يعتبره بعض المسؤولين قاصرا، أرى أن «السعودة» فكرة جميلة ومشروع وطني لكن تشوهت؛ لأن من يحدد «سوقا» لسعودته لا يعرف أسواقنا ولم يمش في دهاليزها..!



• نقرأ أخبارا يومية عن «السعودة»، آخرها كانت في «البقالات»، وكأن «السعودة» هي العلاج السحري للقضاء على البطالة التي أكدت مؤشرات «هيئة الإحصاء» ارتفاعها مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي حسبما جاء مؤخرا في نشرتها لسوق العمل..!



• الحقيقة التي لا يجهلها مواطن، لكن ربما يتجاهلها بعض المسؤولين أو حقا يجهلونها، أن لدينا مشاريع «سعودة» قديمة لم تنجح، على سبيل المثال: «سوق الخضار» أصابته السعودة لكن حاله لم تتغير.. فبينما يقول «المسؤول» إنه تمت سعودة سوق الخضار بنجاح، يشتري المواطن «الخضار» يوميا من عمالة وافدة في أسواق الخضار في كل المدن، وربما أن مشاغل سعادة «المسؤول» لا تسمح له بشراء احتياجات منزله من أسواق الخضار أو لديه من يقوم بتلك المهمة نيابة عنه؛ لذلك لم يشاهد حال السعودة في سوق الخضار التي مضت عليها سنوات..!



• لدينا فقط 907 آلاف مواطن ومواطنة يبحثون عن عمل حسب أرقام هيئة الإحصاء، 687 ألفا منهم إناث و220 ألفا من الذكور.. وحل مشكلة البطالة ليس فقط في سعودة الأسواق الصغيرة، فلدينا مهندسو بترول لا يجدون وظائف ونحن بلد نفطي.. ولدينا أطباء أسنان عاطلون بينما مراكز طب الأسنان تتكاثر في شوارعنا.. ولدينا صيادلة بلا وظائف بينما الصيدليات تتزاحم وتتجاور في أسواقنا.. ولدينا جامعيون عاطلون لم تستوعبهم الوظائف التعليمية بينما المدارس الأهلية لدينا كثيرة جدا وتتكاثر سنويا..!



• أرقام هيئة الإحصاء تقول: عندنا 65 ألف موظف غير سعودي خاضعون لأنظمة ولوائح الخدمة المدنية، وأكثر من 8 ملايين موظف غير سعودي خاضعون لأنظمة ولوائح التأمينات الاجتماعية، وتقول كذلك: عندنا 120 ألف موظف غير سعودي أعمارهم تجاوزت 65 سنة.. وأعتقد أن هذه الأرقام لا تحتاج تعليقا..!



• وزارة الخدمة المدنية شريك رئيسي في «مشروع البطالة» بأنظمتها وشروطها وإجراءاتها التي تحتاج إلى غربلة لتكون صالحة لهذا الزمن ولتكون «الوزارة» عونا للقضاء على البطالة وليس سببا فيها..!



(بين قوسين)

• مشكلة بعض المسؤولين أنهم يضعون المشكلة على الطاولة ويحلونها على الطاولة، دون أن تنزل طاولتهم أو من عليها إلى أرض الواقع..!