من خطب الجمعة

الجمعة - 28 يوليو 2017

Fri - 28 Jul 2017

أقصانا الأسير

«أيها الإخوة المرابطون على ثرى فلسطين الصامدة أرض العز والشموخ والفداء والتضحية والإباء، لكم نخاطبكم من المكان الذي يمثل حلقة الوصل بين أبناء هذه الأمة، فو الذي لا إله غيره إنه ليرمضنا ويغض نظره عنا أن أقصانا أسير لأيدي البغاة الطغاة العداة، وما نذكر الأقصى أقر الله الأعين بفك أسره وقرب تحريره إلا وتعتصر قلوبنا حسرة وآسى على ما جرى له ويجري من هؤلاء الصهاينة المعتدين، فقضيتكم قضيتنا وهزة انتفاضتكم هزة قلوبنا ومصابكم مصابنا، فصبرا صبرا أيها المرابطون لقد سطر جهادكم المبارك بأحرف العز والنصر والشرف أروع النماذج في التاريخ المعاصر فبوركتم من رجال ولله دركم من أبطال، لقد أعدتم في الأمة الآمال وصدقتم الأقوال بالأفعال، ثقوا بنصر الله لكم متى ما نصرتم دينه، وكان حقا علينا نصر المؤمنين، هنيئا لكم بذل الأرواح رخيصة في سبيل الله، ودعاؤنا من سويداء القلوب أن يتقبل الله شهداءكم، وأن يكتب لمرضاكم وجرحاكم عاجل الشفاء والعافية، ولا تيأسوا من روح الله فالنصر قادم بإذن الله، وإن الأمة لتتطلع إلى مراحل العمل والمنهجية والمواقف والتأصيل فلم تعد تجدي الكلمات ولا التنظيم، وإن مسؤولية صلاح أحوال الأمة والخروج بها من مأزقها مسؤولية المسلمين جميعا، ومن الثوابت التي لا تقبل الجدل ذلك الأمر المتأصل والمتجذر في سياسة بلاد الحرمين الشريفين فهي لا تزال حرسها الله صاحبة الريادة في تبني قضايا الأقصى والدفاع عنه ونصرته قولا وعملا ولا تألو جهدا في كل ما يخص الأقصى وبيت المقدس، إنها المسؤولية التي منحها الله لقادة هذه البلاد المباركة في خدمة الحرمين الشريفين ورعاية قضايا الأمتين العربية والإسلامية، ويؤكد ذلك ويوطده الجهود الكبيرة التي بذلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لرفع الضيم الذي طال المسلمين في الأرض المباركة مسرى النبي عليه الصلاة والسلام، حيث تكللت ولله الحمد مساعيه بالنجاح الأزهر في رفع الضرر والظلم الذي تعرض له الشعب الفلسطيني، وتوقفت الانتهاكات والأعمال العدائية ضدهم هنأهم الله بما أعطاهم وزادهم من نصره وتأييده وأغناهم، وهنيئا لبلاد الحرمين الشريفين حرسها الله مبادرتها الإيجابية القوية التي تؤكد ثبات مواقفها في حفظ حق المسلمين في المسجد الأقصى الشريف، وأداء عباداتهم فيه بكل يسر وطمأنينة واحترام قدسية المكان، وإحلالا للأمن والسلم الدوليين، وأن من حق المسلمين العودة لدخول المسجد وأداء الصلاة فيه بكل أمن وسلام، وتم ذلك دون مزايدات إعلامية أو تصريحات صحفية أو معارك الكترونية، والدعوة موجهة إلى المسلمين جميعا بالواجب المتحتم في مثل هذه الظروف العصيبة لدعم ونصرة الإخوة المرابطين في الأقصى ليل نهار بكل ما تيسر من سبل».

عبدالرحمن السديس - الحرم المكي



أعظم المخلوقات

«إن أعظم مخلوقات الله سبحانه وأكبرها عرش الرحمن، وصف الرب بالعظمة فلا يعلم قدر سعته وكبره إلا الذي خلقه وهو مخلوق مربوب أثنى على نفسه بربوبيته له فقال سبحانه (رب العرش العظيم)، ومدح ذاته بملكه إياه فقال سبحانه (رفيع الدرجات ذو العرش)، أضافه تعالى إلى نفسه تشريفا وتكريما فقال سبحانه (ذو العرش المجيد)، وخلقه الله قبل السموات والأرض، والله سبحانه أول ما خلق القلم أمره بكتابة المقادير وكان العرش قبله مخلوقا، والعرش غيب لا نراه في الدنيا، وقد أخبرنا الله عز وجل ببعض صفاته لتحقيق الإيمان بالله وعلوه على خلقه فعرش الله عز وجل كالقبة فوق العالم، ولعرش الرحمن سبحانه وتعالى قوائم وجانب، والعرش أعلى المخلوقات وأرفعها وهو سقف لها، خصه الله بالقرب فليس في الخلق شيء أقرب إليه سبحانه منه والله طيب لا يقرب منه إلا طيبا، خلق الله سبحانه العرش واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق، وصفه الله تعالى بالمجد ومجده في عظمته، وعلو مقداره كريم جامع لخصال الحمد لا أشرف في المخلوقات منه، حسن المنظر بهي الشكل، والعرش أثقل المخلوقات وزنا، والله سبحانه وتعالى وكل أربعة ملائكة عظام بحمل عرشه في الدنيا لا يفارقون التسبيح له والثناء عليه سبحانه والاستغفار للمؤمنين، وفي الآخرة يحمله ثمانية ملائكة، ويأتي الله عز وجل عليه للفصل بين الخلائق».

عبدالمحسن القاسم - الحرم النبوي