آلاء لبني

إجازة وسياحة

الجمعة - 28 يوليو 2017

Fri - 28 Jul 2017

نشرت جريدة المدينة بتاريخ 26/7 عن جوازات مكة أنها أصدرت وجددت 15 ألف جواز في أسبوعين، وذلك لإقبال المواطنين على السفر إلى الخارج.

نعد من أكثر الشعوب إنفاقا على السياحة الخارجية. المفترض أن تحظى السياحة الداخلية بنصيب وافر من هذه الأموال، ولكنها تعاني من مشاكل عديدة كعدم تأهيل المشاريع لتصل لمرحلة التنافس الحقيقي، تجهيز بعض البرامج السياحية على الاسفلت الحار في بيئة حارة! هذه ليست فعاليات سياحية، فتح مشاريع الأكل ومهرجاناته ليس حدثا ترفيهيا ضخما! الأسباب التي تعوق السياحة الداخلية أسباب يجب أن تتم دراستها وتذليل عقباتها، خصوصا أن خطة برنامج التحول الوطني تركز على السياحة الداخلية وتعتبرها أحد أهم الموارد الاقتصادية للمملكة.

أرضنا شاسعة متنوعة التضاريس والمناخ والبيئات الطبيعية والآثار والمعالم التاريخية، ما نفتقر إليه توفير الخدمات الكافية المناسبة، كافتقار وسائل النقل البري بين المدن لمحطات الوقود الكافية والاستراحات النظيفة، عدم وجود أماكن مجهزة بشكل ترفيهي مميز، وإن وجد يقع تحت ضغط الاستهلاك بحد كبير.

فضلا عن إغفال حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة وحاجتهم للترفيه بما يتناسب مع قدراتهم، يا ترى ما الذي أخر رجال الأعمال عن ذلك؟

بالإضافة لارتفاع أسعار السكن مقابل تدني أو ضعف مستواه أحيانا والذي قد يعود لقلة المعروض في بعض المناطق التي يقصدها الزوار، وإلى طمع المستثمرين لاستغلال الموسم الذي لا يتحرك إلا صيفا، هذا الجانب مهم جدا لأن الكثير من السعوديين ينفقون في الخارج مقابل السكن أقل مما ينفقون في داخل المملكة! متوسط عدد الأسرة السعودية لا يقل عن 6 أشخاص مع هذا تجد الكثير من محدودي الدخل يقبلون على السفر الخارجي، وذلك لارتفاع قيمة السياحة الداخلية بما لا يتناسب مع الخدمة المقدمة!

توجه الهيئة العامة للسياحة في الفترة القادمة لإصدار تأشيرات سياحية وهي أحد المبادرات التي تهدف إلى زيادة تطوير الخدمات السياحية والمرافق من خلال: تنشيط السياحة الداخلية، تشجيع السياحة للأجانب، دعم السياحة البيئية، تسهيل السياحة للمقيمين من دول الخليج.

المبادرة قوية جدا يجب أن تنطلق من أرضية صلبة بالارتقاء بمستوى الخدمات السياحية بكافة أنواعها بحيث تصبح السياحة الداخلية خيارا منافسا.

كالسياحة الدينية وحجم العوائد المالية من تنظيمها من خلال رفع مستوى الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين والاهتمام الحقيقي بالمسارات التاريخية، خصوصا بمكة والمدينة، على سبيل المثال تفعيل المسارات السياحية التاريخية في مكة لبعض المواقع كجبل النور، عرفة والمشاعر المقدسة، ومسار عين زبيدة والهندسة المائية الضخمة له وبئر طوى ....الخ، وما تبقى من المساجد التاريخية القليلة، القضية ليست في تحديد الأماكن فليس بالأمر الصعب فهيئة السياحة على دراية كبيرة بها.

القضية بتوفير الخدمات الأساسية على امتداد هذه المسارات كالاستراحات والحمامات وأماكن بيع للأغذية، وتوفير وسائل نقل عن طريق شركات مختصة بالنقل السياحي، تنقل أفواج المعتمرين بشكل منظم وليس كما يحدث اليوم من استغلال البعض لرغبة الحجاج للتعرف على بعض الآثار التاريخية بتوفير بعض الباصات بأسعار غالية جدا، بالإضافة إلى استغلال البعض لجهل الحجاج بالأماكن.

ختاما يتحدث بعض الاقتصاديين عن مقدار التحويلات المالية لبعض العاملين المقيمين لبلدانهم، ويتناسون ما يتم ضخه وتحويله للسياحة الخارجية خلال الصيف!

Alalabani_1@