عبدالغني القش

الهيئة الملكية بالعلا.. آمال ومطالب!

الخميس - 27 يوليو 2017

Thu - 27 Jul 2017

صدر الأمر الملكي الكريم بإنشاء هيئة ملكية في محافظة العلا التابعة لمنطقة المدينة المنورة، وكان بمثابة أمل كان يتمناه العديد من المهتمين بالموروث التاريخي والإرث الحضاري، وبلادنا تحتضن العديد من الكنوز التاريخية بين جنباتها.



والواقع أن محافظة العلا تحوي آثارا عظيمة بعضها ظاهر والآخر مدفون تحت الأرض، وهي موغلة في القدم، كقوم ثمود ومدائن صالح والحجر وغيرها.



وفي عام 2008 تم اختيار مدائن صالح بالعلا كأحد مواقع التراث التاريخي التابعة لليونيسكو، ليكون بذلك أول موقع للتراث التاريخي في السعودية.



وهي محافظة تبعد عن المدينة المنورة نحو 400 كلم شمالا، وفيها العديد من المقومات التنموية والاقتصادية والزراعية.



وتعد العلا من أهم مواقع التراث الثقافي والحضاري عبر التاريخ، وإنشاء هيئة ملكية لها برئاسة سمو ولي العهد ربما يجعلها من أهم المواقع التراثية التاريخية في الشرق الأوسط، وحينها يمكنها استقبال أعداد كبيرة من الزوار من داخل المملكة وخارجها.



وهو ما يبعث الأمل في قيام هيئات مماثلة للمواقع التاريخية المنتشرة في بلادنا؛ لتكون خطوة لتحقيق المزيد من الروافد الحضارية والاقتصادية لبلاد الحرمين الشريفين منبع التاريخ وموئل الحضارة، فالمآثر النبوية لا حصر لها في المدينة المنورة ومكة المكرمة وغيرهما من المواقع التي شهدت مرور المصطفى عليه السلام بها وغزواته ومعاركه التاريخية كبدر وخيبر وتبوك وغيرها.



وقد شاهد الجميع ذلكم اللقاء التلفزيوني مع سمو ولي العهد الأمين الذي أبدى فيه تعجبه من عدم وجود المتاحف في بلاد الحرمين، ولعل مثل هذا الأمر يتم من خلاله منح المزيد من العناية والاهتمام للمتاحف الوطنية، ولم شتات القائم من جهود فردية ومقتنيات شخصية لتكوين متاحف إسلامية ووطنية لائقة.



ومن الواجب الإشادة بالمعارض القائمة في مكة «معرض السلام عليك أيها النبي» وكذلك في المدينة «معرض محمد صلى الله عليه وسلم – معرض القرآن الكريم – معرض أسماء الله الحسنى – ومعرض الحرمين الشريفين»، فقد قامت بجزء من دور المتاحف، غير أن المتاحف تمثل واجهة حضارية، ويمكن الإفادة منها في الجانبين الاقتصادي والتنموي بشكل كبير.



والمفترض الاستعانة بشركات متخصصة لصنع مقتنيات تمثل طبيعة وماهية المكان لكي يتمكن الزائر من الاقتناء والإهداء.



إن قيام الهيئة الملكية بالجبيل وينبع يشهد له الجميع بالدقة في الإنشاءات والتصميم المعماري والتنظيم الدقيق، وهو ما يجعلنا على ثقة بقيام هيئة مماثلة في محافظة العلا، مما يعني أنها مقبلة على نهضة تنموية شاملة في شتى المناحي.



وأرجو التفكير في طريقة الوصول لهذه المحافظة، بحيث يكون هنالك قطار يربطها بالمدينة المنورة التي تستقبل نحو ثمانية ملايين زائر والعدد مرشح للزيادة ليبلغ نحو 30 مليونا، ووجود خط قطار سيسهل وصول الزوار، وخط آخر يربطها بتبوك، وكذلك تفعيل مطار الأمير عبدالمجيد بحيث يكون دوليا؛ لجلب أعداد أكبر من أرجاء العالم، وغير ذلك من البنى التحتية والسياحية كالفنادق والمنتجعات والأسواق وغيرها.



إن الهيئة الملكية بالعلا يعقد عليها الجميع الآمال الكبيرة، لما يتوقع منها من انعكاسات سيجنيها أهالي المحافظة والمحافظات المجاورة، تماما كما حدث في الهيئة الملكية بينبع وما قدمته من خدمات.



وأختم بأهمية الدور الإعلامي؛ فطبيعة المنطقة تعتمد على الجوانب التاريخية وما تكتنزه من آثار، وليس على الصناعات البتروكيماوية كما هو الحال في الجبيل وينبع، مما يعني أن الجانب الإعلامي سيكون له التأثير الأكبر لجلب الزوار بحيث تظهر المهنية في إبراز تلك المكونات، والاحترافية في إظهار ما تحويه من مكنونات تجعل المهتمين يتوقون للزيارة.



كل الأماني أن نرى العلا بشكل مختلف وجذاب، وقد اكتست حلة من البهاء، وأصبحت محط أنظار المهتمين في العالم أجمع.



[email protected]