عبدالله المزهر

صحف الواتس اب!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 27 يوليو 2017

Thu - 27 Jul 2017

واستكمالا لمقال لا أعلم متى كتبته عن صحيفة أخبار الشلة العريقة التي كنت أرأس تحريرها، فلعله من المناسب أن أتحدث قليلا عن الصحف الالكترونية، بما أنها مما عم به البلاء نسأل الله السلامة من كل شر.



وسبب ربطي بين الموضوعين أني وجدت أن التحرير والإعداد في صحيفتي المتوفاة كان يأخذ وقتا أكثر وجهدا وحرصا أكبر مما يتم في «كثير» من الصحف الالكترونية التي يعج بها الفضاء.



وهذا أمر مؤسف بالتأكيد لأن هذه الصحف يفترض أنها أرشق وأكثر حركة من أي وسيلة إعلامية أخرى. لكن الواقع لا يقول هذا، فهي نسخة من الصحف الورقية مع قليل من الابتذال وأغلب أخبارها منقولة من مجموعات الواتس اب.



وبعضها تحول إلى ما يشبه مخزن للوسائط التي تناقلها الناس في الواتس اب أو في وسائل التواصل الأخرى، فلا تحقيق ولا تقرير ولا لقاء، ثم إن أضفنا على كل هذا أن المصداقية والموثوقية تكاد تكون آخر اهتمامات «أغلب» هذه الصحف. فإننا نتكلم عن مجرد ورم في عالم الصحافة يصعب اعتباره دليلا على الصحة أو حتى اعتباره ورما حميدا ضرره قليل.



والحق معاشر الفاضلين والفاضلات أنني حزنت كثيرا بعد انتشار هذه الصحف وسذاجة ما تتناقله من أخبار وموضوعات، وليس حزني من أجل الإعلام والصحافة والحرية وبقية تلك الكلمات الكبيرة التي لا تعني أي شيء على أرض الواقع، وليس لأن هذه الوسيلة السهلة لم تستغل بالشكل الأمثل، ولكن حزني وألمي كان بأثر رجعي لأن هذه الصحف لم تكن متوفرة حين فكرنا في إصدار نشرة أخبار الشلة العريقة ـ أعني بالعريقة النشرة طبعا ـ ولو كانت موجودة يومها لكان الأمر أسهل ولم نكن نحتاج لكثير من المراجعات والبحث عن المصداقية والارتقاء بالمحتوى الذي لا يقرأه إلا عشرة أشخاص مجاملة لبعضهم البعض.



وعلى أي حال..

ما يعزيني ويعزي الزملاء العاملين في هذا المجال بشقيه الورقي والالكتروني أن هذا زمن أصبحت فيه الجدية والعمل المتقن والرزانة أشياء يمكن تصنيفها من باب الشتائم التي لا يقبلها عاقل على نفسه. ولذلك فالبحث عن القاع غاية كل أحد في هذا الزمن الوردي.



agrni@