أحمد الهلالي

مسرح عكاظ.. انطلاقة ركيكة!

الأربعاء - 26 يوليو 2017

Wed - 26 Jul 2017

غاب المسرح أو غيب عن مجتمعنا، كما غيبت السينما، وبقي يصارع العزلة في جمعيات الثقافة والفنون، وبعض الجامعات التي لا يزال فيها مؤمنون بأبي الفنون ـ وهم قلة ـ قياسا بعدد المناوئين، وقد أثلجت صدري هذا العام مبادرة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني حين أدرجت منافسة مسرحية تحت قبة (سوق عكاظ) العملاقة، وهي جزء مما ناديت به وما زلت، أن تكون مسرحية افتتاح عكاظ ـ حين كان يفتتح بمسرحية ـ بابا للتنافس بين جميع كتاب المسرح وفرقه في الوطن العربي، والفرقة الفائزة تنال شرف عرض عملها في افتتاح عكاظ، وما بعدها يعرض على امتداد أيام السوق.



أقرت هذا العام المنافسة بين المسرحيين، لكن لم تكن الانطلاقة بحجم عكاظ، ولا بحجم المتوقع منها، فمع عميق انتمائي ومحبتي لورشة المسرح في جمعية الثقافة والفنون وتاريخها العريض من الإنجازات الدولية والمحلية التي أحببت المسرح من خلالها، لم يكن قرار إقامة المنافسات على مسرح الجمعية موفقا لأنه غيب المسرح عن زوار عكاظ، فهدف الجائزة يتجاوز تنافس الفرق المسرحية إلى بث ثقافة المسرح في المجتمع من خلال الجمهور العريض، المتنقل بين فعاليات سوق عكاظ في مقرها.



ثم جاءت النتائج مخيبة للآمال، حين تنافست سبع فرق مسرحية، أكثر من نصفها مبتدئون من أربع جامعات سعودية، (جامعة الملك فيصل وجامعة الملك خالد وجامعة الطائف وجامعة طيبة)، إذ وضع الطلاب الموهوبون في مواجهة عمالقة المسرح السعودي، فعلى تميز أداء الشباب إلا أنهم لن يستطيعوا منافسة الخبرة الطويلة للفنانين الكبار وفرق عملهم المسرحي، فلم ينالوا إلا جوائز ترضية، وجثث أحلام نحرها الكبار دون رأفة.



سيقول البعض بأن من صالح المبتدئين الاحتكاك بالكبار، وما في حكم هذا التنظير الفلسفي ليسوغ الأمر، لكن سوأة الأمر تنكشف لو قسناه بتنافس فريق رياضي من جامعة ما مع نادي الهلال أو الأهلي مثلا، فللأمر وقعه المحبط على نفوس المبتدئين الذين تركوا إجازتهم الصيفية لينخرطوا في بروفات مضنية، ثم يخرجوا بجوائز ترضية (أفضل ملابس) أنموذجا، ويهنئ الكبار بعضهم بعضا بالجوائز الكبرى.



كان يجدر بالقائمين على المسابقة أن تكون على مسارين، مسار للكبار ومسار للمبتدئين بجوائز مناسبة، حتى يكون التنافس عادلا، ويكون للفوز طعمه، رغم أن المسرحيين دائما ما يقولون إن المسرح أكبر من الجوائز والتنافس، وأن رسالة المسرح إنسانية بالدرجة الأولى.



آمل في الأعوام القادمة أن تقام هذه المنافسات على مسرح عكاظ أمام النظارة، فالقول إن (الطائف كله عكاظ) لا يؤيده الواقع، ومحبو عكاظ كعادتهم لا يصلون العصر إلا في جادته، ثم أرجو أن يراعي القائمون على المسرح تصنيف الفرق المشاركة وخلق مسارات تناسب التصنيف خاصة بين الموهوبين المبتدئين وأصحاب الخبرة من الكبار. والله من وراء القصد.



ahmad_helali@