مختصون: خطاب تميم مرتبك ومتناقض

الاحد - 23 يوليو 2017

Sun - 23 Jul 2017

تخبط سياسي وعبارات متناقضة وارتباك في قراءة الصياغة المتناقضة التي أعد بها الخطاب سلفا، هذا أقرب اختصار لآراء عدد من المحللين السياسيين والمتابعين للشأن السياسي والعلاقات الدولية، والتي عبروا عنها صراحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام حول خطاب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد الذي بثه التلفزيون القطري - مسجلا - مساء أمس الأول.



الخطاب التميمي

رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط سابقا الكاتب الصحفي سلمان الدوسري، أكد لـ»مكة» أن أمير قطر لم يأت بمفاجأة في خطابه، بل قرأ ملخصا للدبلوماسية القطرية طوال الـ 50 يوما الماضية، معتمدا على 3 عناصر هي:

  • مساعي تدويل الأزمة والاستنجاد بالغرب

  • المظلومية والشعبوية

  • الحديث في كل شيء عدا أساس الأزمة


وأساس الأزمة هو عدم الالتزام باتفاق الرياض التكميلي الذي وقعه عام 2014 وتطالبه الدول المقاطعة بتنفيذه



رسالتان موجهتان

وأضاف الدوسري «من الواضح أن أمير قطر حرص في خطابه على توجيه رسالتين في هذه المرحلة، الأولى داخلية للشعب تستنهض الحماس عندما أكد استمرار الروح التي أظهرها القطريون حتى لا تكون روح حماس عابرة، في حين كانت الرسالة الثانية خارجية موجهة للغرب تحديدا، وعنوانها أن الدوحة على استعداد لحل كل مشاكلهم معها، وأنها على استعداد لتبديد كل مخاوفهم فيما يتعلق بإيقاف تمويل ودعم الإرهاب.



مذكرة تفاهم

وأضاف الدوسري «الرسالة الثانية سبقها اتفاق (مذكرة تفاهم) تمويل الإرهاب الذي وقعته الدوحة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وموافقتها على إرسال مسؤولين من وزارة العدل الأمريكية إلى النيابة العامة في قطر لتوجيه الاتهام إلى أفراد متهمين بتمويل إرهابيين، مما يؤكد أن ضغط الدول المقاطعة بدأ يثمر في استجابة الدوحة».



وأكد أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب اتخذت إجراءات دبلوماسية واقتصادية بهدف إجبار قطر على تغيير أنشطتها وسياساتها الداعمة للتطرف والإرهاب، وكان يمكن للدوحة أن تقر مبدئيا بأنها ملتزمة بالاتفاق الذي أبرمته في الرياض، غير أنها ارتأت أن تبحث عن الحل الأصعب عن طريق البوابة الأمريكية، وهو ما يعني أن الأزمة ستأخذ وقتا أطول، بحثا عن مخرج شكلي يناسب السياسة الدعائية التي تنتهجها الدوحة.



تسجيلات متناقضة

من جهته، يرى الأكاديمي والباحث في الشؤون السياسية أحمد الفراج أن أمير قطر بدا مرتبكا وخائفا خلال تلاوته الخطاب الذي وصفه بأنه أعد سلفا من قبل الفريق الإعلامي لوالده الشيخ حمد بن خليفة، وأن تميم ظهر بشخصية مهزوزة وقلقة من المستقبل المجهول، مشيرا إلى أن الخطاب لم يكن مباشرا، بل كان مسجلا، ويبدو أنه تم تسجيله على 3 فترات، مبررا ذلك بالتناقضات داخل الخطاب.



حرية مزعومة

وقال الفراج لـ»مكة» إن خطاب أمير قطر كان مليئا بالتزييف بداية بالعبارة التي تؤكد وقوف الولايات المتحدة الأمريكية مع السياسة القطرية، وهي معلومة مزيفة وغير صحيحة، إضافة إلى مقارنة قطر بالغرب في حرية التعبير، في الوقت الذي لا يسمح فيه لأي شخص بانتقاد أصغر موظف في الدوحة، وأن هذه الحرية المزعومة مزيفة، وتستخدم لنشر الفوضى والإخلال بالأمن في الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب.



استغلال عروبي

وذكر أن أمير قطر لم ينس أيضا أن يستغل البعد العروبي والإسلامي من خلال حديثه عن المسجد الأقصى وفلسطين، وهو استغلال تمارسه قطر منذ 20 عاما لتمرير سياساتها، وأن الخطاب كان بحسب القارئ، فإما أن يستنتج منه مقدمة لتنازلات قادمة، أو مقدمة لتصعيد جديد، ولكن العنوان العريض لهذا الخطاب هو استمرار التخبط والتناقض في السياسة القطرية.