الأم مدرسة

السبت - 22 يوليو 2017

Sat - 22 Jul 2017

مما لا شك فيه أن الأم الصالحة هي الأساس في نشأة جيل صالح من الأبناء، فمنذ علمها بالحمل، وتكون هذا الكيان الصغير في أحشائها، تبدأ عملية اكتساب الصفات الوراثية من الأم، لذلك دائما خلال فترة الحمل تنصح الأم بالابتعاد عن الضغوط والتوتر والعصبية لما لها من تأثير مباشر على الجنين، إذن نقول إن للأم تأثيرا مباشرا على صفات الطفل، سواء أثناء الحمل أو بعد الولادة، فبعد اكتمال المدة المحددة للحمل وخروج هذا الجسد الصغير للعالم، يبدأ في اكتساب سلوكه من البيئة المحيطة به، وأول تفاعل طبيعي يكون بين الأم والطفل، فإذا كانت هذه الأم انفعالية ومتسلطة فإن الطفل يصبح ذا شخصية مهزوزة غير قادرة على اتخاذ القرارات والاندماج في المجتمع، أو يكون على النقيض من ذلك فيكتسب منها العناد والعنف اللفظي أو الجسدي.

فذلك الطفل ليس إلا ضحية المجتمع المحيط به، ومن السلوكيات الخاطئة أيضا في التربية التدليل الزائد والحماية المفرطة فإنه أيضا يكون لنا شخصية اتكالية متذمرة عند أبسط تقصير من الوالدين.

وتقول الدكتورة منى سالم أستاذة طب الأطفال بجامعة عين شمس «إن الخلايا العصبية للطفل تتأثر بالعامل الوراثي، ولكن البيئة لها تأثير مباشر في تنمية الذكاء أو الحد منه»، لذلك نجد أن إحاطة الطفل بجو من التشجيع والإيجابية له دور مباشر في تكون الشخصية الواثقة والقادرة على الإنتاج واتخاذ القرارات في المستقبل.

وقد نهانا ديننا الإسلامي بالوصية النبوية لسيد البشرية عليه أفضل الصلاة والسلام منذ 1438 عاما عن العنف وأثره، فنجده حذر من الضرب في الوجه لما فيه من تدمير للكرامة، فقد أثبت العلم الحديث في دراسة أمريكية أن الضرب المتكرر للرأس والوجه يسبب أضرارا جسيمة للجهاز العصبي، ويسبب أيضا النسيان والخوف والتبول اللا إرادي في بعض الحالات، ويدمر شخصية الطفل داخل وخارج المنزل، وقد يصل به الأمر إلى الاكتئاب والعزلة، فرفقا بهذه الأجساد الصغيرة، ولنسهم جميعا في نشر الوعي التربوي، فالأم الواعية المثقفة تنتج جيلا ناجحا من الأولاد والبنات والذين بدورهم سيصبحون آباء وأمهات في المستقبل.

فلنغرس في أبنائنا الأخلاق والقيم، وندربهم على مواجهة العقبات بكل حب وتشجيع، لنفخر بهم ونقطف ثمار التربية الصالحة في المستقبل.