بلاد العرب أوطاني

السبت - 22 يوليو 2017

Sat - 22 Jul 2017

منذ فتحت عينيك والغضب شعار، والشعارات نار. والعدو وجه تحشى به آذاننا نهارا وتسقى به أحلامنا ليلا. ثم نجد قنينات عطوراته بين ملابسنا، صناعاته في معظم أسواق شرق أوسطنا، وأطعمته وأدويته و.. وكأنه هلام!

تسمع به أكثر مما يجب، تراه أكثر مما يجب، تكرهه فوق كل كره، ثم تصافحه دون أن تعي.

نحن العرب.. أتعبنا الغضب، أتعبنا العتب واللوم والاكتشافات الصادمة، والمؤامرات والخيبات، يد تعطي بلا حدود، فتعض، ويد تصفع فتحترم، ويد تسرق، وأخرى تعبث، وتتساءل هل هؤلاء إخوة فعلا؟ وهل أنجبهم بطن واحد؟ كيف سيتحدون!؟ وينشرون دين المحبة وفي قلوبهم البغضاء!؟ أليس منهم رجل رشيد؟

العمر يذهب وما زلت أريد الكثير، وهذا الكثير حق مكتسب لي وللجميع، أريد أن أتطهر بماء زمزم، وأشرب من ماء النيل، وأزرع على ضفاف الفرات، وأقرأ في مكتبة المأمون، وأفطر من زعتر عمان، وأرقص دبكة لبنان، وأشدو بمواويل صنعاء وعدن.

أريد أن أحلق! وأغني (بلاد العرب أوطاني)، أريد أن أعبر الحدود في دقائق، دون تخوين أو أن أحمل خيانة. ولكن عروبتي في موتها السريري!

ما زال هناك أمل في أن تدب الحياة في أوصالك يا عروبتي، ويعود أبناؤك يلتفون ويتحلقون حول دفء رواياتك الحماسية ومكارم الأخلاق، يتلون كتاب الله ويعبدونه كما يريدون، وكما يشعرون بقبولهم لديه. ما زلت أصبو إلى أن نقف صفا نصلي في المساجد الشريفة الثلاثة، القدس ستعود متى ما تطهرنا من الداخل والخارج، وأخلصنا المحبة لله ولرسوله وللناس أجمعين، فأشجار الزيتون وبيارات البرتقال تحن لنا، للعرب، للفلسطينيين. لأنها نبتت من دمائهم، فوق أرضهم. تسبح الله بأصواتهم، وتقف في وجه الريح بكنزاتهم، وتهبط ندف الثلج في جيوبهم.

قصص الحب الخالدة على شفاهنا، وسيل التضحيات في منابت شعورنا، قوتنا في الاتحاد، ويد الله فوق أيدي الجماعة. فقط كونوا إخوة أيها العرب.