مزمار الحي الذي يطرب

الجمعة - 21 يوليو 2017

Fri - 21 Jul 2017

تعجب أستاذ - ألف كتابا في علم من العلوم - من طالبه الذي لم يستق معلوماته من ذلك المرجع، لأن الأستاذ بخبرته وعلمه يدرك أن الطالب مهما بلغ من المعرفة وأتقن مهارات وأصبح لديه قناعات ليست كقناعاته السابقة، إلا أنه يظل بحاجة إلى أستاذه ومعلمه، فبه يزداد رصيده العلمي، لأنه يمده بخبرات متجددة ومفصلة إلى جزئيات، كل جزئية منها يربطها بشكل احترافي بخبرات طالبه السابقة، ويدعمها بشواهد من حياته وواقعه ليمكنه من امتلاك معارف ومهارات غير مسبوقة، ويصنع لذاته قناعات جديدة وأصيلة ومرنة ترضي تطلعاته التي تتوافق مع عصره الحديث، وهذه الطريقة يسلكها، فقط «أصحاب المزامير» مع طلابهم، مما يجعل الطالب يحلق عاليا في عالم العلم وفلسفاته ونظرياته ليصيغ فلسفة جديدة قد يصعب فهمها في لحظتها الراهنة، بالتأكيد الفضل بعد الله لأصحاب المزامير الذين يجيدون فن إظهار علمهم، بل ويسمعون صوته للجميع ويتعدون ذلك ليكون صوتا يملؤه الطرب، فهم يثقون بقدراتهم العلمية والفكرية ثم يحيلونها إلى قدرات تأثيرية على طلابهم؛ ليتمكن الطلاب من خلالها أن يمارسوا رياضة القفز على حاجز الخوف الذي ينتابهم عند الاقتراب من جديد العلم، ثم يتعلمون كيف يحملون هم أيضا مزامير كأساتذتهم ليطربوا الآخرين في أحيائهم وأحياء بالجوار!

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال