عبدالغني القش

مداخل المدينة.. غياب بوابات وزيادة تشوهات!

الجمعة - 21 يوليو 2017

Fri - 21 Jul 2017

مداخل المدن وبواباتها تعبر بشكل واضح عن تاريخها ومكنوناتها وما تحتويه من أمور تشتهر به، فالمدن الساحلية دائما ما تعتز بشواطئها وقواقعها وأسماكها، وهكذا المدن التاريخية تبرز ما تحتويه من آثار ومعالم تاريخية.



والواقع أن الداخل للمدينة المنورة وهي التي لها المكانة السنية والمنزلة العلية بين المدن لا يشعر أصلا بدخولها مع بالغ الأسف؛ فهي تخلو من اللوحات الترحيبية بالقادمين وكذلك من المجسمات الجمالية في بداية الدخول وحتى داخل شوارعها!



وأتذكر جيدا أنه تم الإعلان عن اعتماد إنشاء بوابات للمدينة المنورة، وكان من اللافت فيه التنويه أن هذه البوابات ستكون متوافقة مع طبيعة المدينة المنورة وستقدم خدمات متعددة للزوار، وهي خمس بوابات وأنه سيتم البدء في تنفيذ ثلاث منها. ولكن لم ير المتابع شيئا وبقيت المدينة بلا بوابات ومداخلها في حال يرثى لها.



وقد سبق طرح هذا الموضوع مرارا والمطالبة بهذه البوابات بحيث تليق بمداخل هذه البلدة المباركة، وتوحي لمن دخلها بالابتهاج حين يرى معالم السيرة والمآثر النبوية وقد تم تجسيدها بطريقة إبداعية تذكر الداخل بها.



فمن المؤسف أن يدخل الزائر لمدينة المصطفى الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم فلا يجد أمامه شيئا يشعره بدخولها، حتى إن البعض يتساءل: هل وصلت طيبة؟!



وقد تم اختيار المدينة عاصمة للسياحة الإسلامية لعام 2017 وكان من المفترض أن يكون من التخطيط السياحي وجود خدمات متعددة في البوابات التي كان من المفترض إنشاؤها كتقديم الخرائط للمدينة أو المحافظة ووجود دليل سياحي للأماكن التي يمكن للزائر زيارتها أثناء إقامته، وهو التنشيط السياحي الذي نتمنى التخطيط له بالفعل.



أما القائم حاليا فهو مؤسف بحق؛ فأنت تصل إلى المدينة فلا تجد مجرد لافتة ترحب بك وتوحي إليك أنك قد أوشكت على دخول ذلك المكان، وهذا أمر لا يخدم السياحة ولا يجذب السائحين بطبيعة الحال.



وقد بادرت هيئة تطوير المدينة بالتصميم والطرح (يرجى أن يتم) وكان بودي أن يتم التنسيق بين الهيئة ووزارة الداخلية في هذا الجانب، لتؤدي البوابات أدوارا جانبية بالإضافة إلى الجانب الأمني، كما يرجى أن تقدم البوابة خدمات الكترونية راقية تواكب التقدم التكنولوجي الذي يعيشه العالم، واستخدام وسائل التقنية الحديثة من شاشات عرض وخلافه أمر تفرضه معطيات العصر الحديث.



ومن المدهش غياب المركز الأمني في أهم مدخل للمدينة وهو مدخل مكة المكرمة وجدة، حيث تمت إزالته بدون إيجاد البديل وبدوار غاية في البشاعة ليصبح المدخل أكثر تشوها وبحال رديئة مؤسفة.



ومما زاد الأمر سوءا السماح لمحلات بيع الشيش والمعسلات لتكون أول ما يواجه الداخل، في تصرف لاقى استهجانا من الداخلين، وقد سبق أن كان ذلك في المدخل الشرقي (المطار سابقا)، حيث كان أول ما يواجه الداخل تلك المقاهي المنتشرة، وكان التساؤل هل هذا يليق بالمدينة المنورة ومكانتها!



إن هيئة السياحة مطالبة بتفعيل دورها؛ فالمواطن والمقيم عندما يزور مدينة أو محافظة يجد نفسه في وضع لا يحسد عليه؛ فلا يعرف أين يتجه، وليست لديه فكرة عما تكتنزه تلك المنطقة من أماكن أثرية وسياحية وترفيهية، والسبب هو عدم وجود بوابة تقدم للسائح ما يحتاجه من معلومات، وكانت النتيجة وقوعه فريسة للمتربصين من المتاجرين.



إن المؤمل أن نجد بوابة تستقبلنا، والطموح أن تكون حديثة وفعالة بحيث تحوي لوحات الكترونية وتقدم الإرشادات وتوزع الأدلة والخرائط، ورقيا والكترونيا، فبوابات المدن باتت مطلبا ملحا، وبخاصة في ظل التوجه لتنشيط السياحة في بلادنا، وهي التي تستقبل الملايين، وهو الأمل المنشود والحلم المنتظر الذي يراود كل محب لهذه البلاد، فهل يتحقق؟!



[email protected]