شاهر النهاري

لماذا مجلس الأمن؟

الجمعة - 21 يوليو 2017

Fri - 21 Jul 2017

نفى مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي، لقناة الحدث، التصريحات التي نسبت إليه حول التنازل أو التخلي عن لائحة المطالب من دولة قطر.



وأوضح أن ما يهم الآن هو الالتزام بالمبادئ الستة الصادرة عن الدول الأربع عقب اجتماعهم بالقاهرة، وأضاف «لن تقوم لقطر قائمة وهي تستقوي بالخارج».



وقد أكد على أن قطر ليست محاصرة، فهي تهول الأمور، مضيفا «سنذهب إلى المحافل الدولية، ومجلس الأمن، إذا لم تستجب قطر».



وكانت بعض عناوين الصحف الأجنبية قد ظهرت بهذا الادعاء الغريب، بعد مشاركته في مؤتمر صحفي أقامته الإمارات في مقر الأمم المتحدة، الثلاثاء الماضي.



ولعل ذلك يدعونا لإعادة ترتيب الأحداث، ونتائجها، لنتفهم ما الذي سيوصل الدول الأربع لمجلس الأمن:

1. كان من المتوقع أن تنجح الكويت في دور الوساطة المحلية، فهي الوسيط، الأمثل، باعتبارها من أهل الدار، وأن علاقاتها متميزة مع جميع الأطراف، بما في ذلك دولة مصر، وأنه لا مصالح لها مع جهة تتعارض مع جهة أخرى، ولكن مساعي هذه الوساطة لم تثمر بشيء.

2. حضر مندوبو عدة دول كانوا يحاولون القيام بالوساطة، ولكن معظم تلك الدول لم تكن الوسيط المناسب، باعتبار أنها لا تقع على نفس المسافات بين الأطراف المتنازعة، وكون مصالح بعضها تختلف من جهة لأخرى، مما يجعل الوساطة مائلة، أو منقلبة، فرفضت الدول الأربع هذه الوساطات كليا.

3. حكومة قطر ومنذ بدء الأزمة ما زالت تعاني من إنكار وقوع الخلل من الأساس، كما ينكر المريض النفسي أعراض مرضه، فيصبح من المستحيل معالجته.

4. إعلام قطر ظهرت عليه علامات الاختطاف بشكل أوضح مما كانت عليه في السابق، فكان يختلق الأحداث، ويقوم بالكذب الصريح على الشعب القطري الحائر، ويحاول جر القضية إلى مناطق بعيدة عن فحواها، فمرة يكون الحديث عن الاختراق المزعوم، وكثيرا عن الحالات الإنسانية، والتي تمت معالجتها كليا من قبل الدول الأربع، ومرات يبهر العالم بتصريحات صحفية غير مسؤولة من صحف معارضة للحكومة الأمريكية، ومرات عن تخوين بعض دول الأربع، والتشكيك في تماسكها، ومرات عن الأحقية بزرع الأعاجم في الوطن القطري العربي الخليجي، وبتبريرات مختلة.

5. الدول الأربع لا تنوي الإقدام على أي عملية عسكرية، ورغم ذلك، فالدولة القطرية تحذر، وتستعد، وتبشر بحروب كونية تبدأ في مناطق حدودها، ولا تنتهي إلا في القدس.

6. حكومة قطر لا تعمل أي حساب للشعب القطري، ولا تريد معرفة توجهاته، ولا تفهم أن حضنه الخليجي، والعربي، هو الأبقى، والأوفى، والأسلم، وأنه لن يستطيع العيش مقطوعا، عن جذوره.



حل الأزمة القطرية لن يكون مطلقا عن طريق حكومتها الضعيفة المسيرة الحالية، والتي وجدت نفسها قد تورطت مع جهات فاعلة متعددة، من الإرهابيين، والمطلوبين، والمعارضين، وشذاذ الآفاق، ومن الأحلاف الأعاجم، وأنها قد سلمت لهم الإبرة والخيط، مما يجعل من المستحيل الآن استعادة المشيئة، والأمر، وإصلاح حالها أصبح بعيدا كالنجوم.



كل ذلك وغيره يدعو الدول الأربع للبحث الأمثل عن الحل، ولو عن طريق مجلس الأمن، والذي ستحل القضية من خلاله بعقلانية، لأن مجرد تراخي أحد أعضائه في الحل، سيجعل بلده عرضة للشرور والخراب.



@Shaheralnahari