من خطب الجمعة

الجمعة - 21 يوليو 2017

Fri - 21 Jul 2017

خير الجماعة

«إن العقلاء من بني الإنسان يجمعون على أن الجماعة خير وهدى والفرقة شر وضلالة، وما اجتمع قوم فتشرذموا، وما تفرق قوم فأفلحوا، ولا انكسر رمح في مجموع رماح، ولا سلم رمح ند عن بقية الرماح، وإن الشيطان مع الواحد والاثنين وليس مع الثلاثة فأكثر، إن الشريعة الإسلامية راعت مصلحة الجماعة وفتحت ذرائع مصالحها وسدت ذرائع مفاسدها، ولو قدم أحد مصلحته الخاصة على مصلحة الأمة العامة لما اجتمعت الأمة ولا استقرت الجماعة ولعم التفريق والشح والمطاع وإعجاب كل ذي برأيه ولزعم كل واحد أن الحق معه، لذلك حسم الإسلام كل ما من شأنه أن يفرق جماعة المسلمين ويحث الشقاق أو أن يقلب اختلاف التنوع المباح بين الجماعة إلى اختلاف التضاد المحرم عليها، وما انفرد شخص عن الجماعة إلا كان الغرور والاعتداد بالنفس قائداه، وصار صيدا ثمينا لكل صائد، وإناء مكشوفا لكل والغ، وما انخرط شخص في جماعة إلا كان عضوا من أعضاء جسدها الكبير حتى إذا حلت في بعض من أعضائه شكوى تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، ومع وفرة النقلية والأدلة العقلية على أهمية الجماعة وخطورة ما يخدشها إلا أن في الناس من هو مولع بحب مخالفتهم، والنأي بنفسه عن ركبهم ولا تحلو له الحال إلا حينما يمتاز بمعارضتهم، وهمته الكبرى أن يسير في غير مسارهم وأن يشار إليه بالبنان ولو على حسابهم، وغايته إحداث الإرباك والشرخ في الجماعة قصد ذلك أو لم يقصده، حتى يصبح حديث الناس فيشغلهم بمعارضاته ومخالفاته ولو كان ذلك في حب ما هو ممنوع أو مكروه من حب التفرد ووحشية المخالفة، فكم من مفارق للجماعة اغتاله غروره واعتداده بنفسه، فخانه ظنه وأوقعه في نقيض ما رام من فعله، وعلى الشاذ تدور الدوائر، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، ومن أعظم ما يمتحن به أمر الجماعة ويعلم به الصادق في انتمائه لها من الكاذب والباكي لها من المتباكي، حينما تدلهم بها الخطوب وتصيبها القوارع أو تحل قريبا من دارها، فكم من مدع حينذاك أنه معها وعند اشتداد الغِير ظهر نقيض زعمه وما يحمله في نفسه من أثرة أو إرجاف أو تخذيل، وانسل من الجماعة كانسلال الشعرة من العجين، فهذا وأمثاله أشد خطرا على انتظام الجماعة».

سعود الشريم - الحرم المكي



الأنس بالله

«مهما حاول الإنسان أن يحصل على راحة البال بشتى زخارف الدنيا وشهواتها فلن يجد إلى ذلك سبيلا، ذلك أن السبب الحقيقي للحصول على السعادة وراحة البال يكمن فيما بينه الله جل وعلا بقوله «من عمل صالحا من ذكر وأنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينه أجره بأحسن ما كانوا يعملون»، والعلماء فسروا الآية بأنها الحياة الدنيا، والإيمان بالله سبب في سعادة الإنسان وانشراح صدره واطمئنان قلبه، والإيمان بالله يجعل الإنسان سعيدا بما أعطي في هذه الدنيا، والفلاح لا يكون إلا لمن أسلم، قال صلوات الله وسلامه عليه (قد أفلح من أسلم ورزقه الله كفافا وقنعه الله بما آتاه)، والإقبال على الله جل وعلا يلم شعث القلوب، ووحشة القلوب لا يزيلها إلا الأنس بالله وإن فاقة القلوب لا يسدها إلا محبة الله تعالى، ومن أراد السعادة الدائمة فعليه أن يضبط نفسه بأوامر الله سبحانه والعيش بطاعة الله جل وعلا».

حسين آل الشيخ - الحرم النبوي

الأكثر قراءة