عبدالله المزهر

العدالة أجمل أغنية وطنية!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 20 يوليو 2017

Thu - 20 Jul 2017

أظن ظنا يشبه اليقين أن شعور المواطن بالعدل يعزز وطنيته وانتماءه وحبه لوطنه أكثر مما تفعله ثلاثة آلاف أغنية وطنية وعشرة آلاف شيلة حماسية وبضعة ألوف أخرى من القصائد بنوعيها الفصيح والعامي.



صحيح أن حب الوطن غريزة لدى كل الكائنات الحية ولا تحتاج لمحفزات حتى تظهر أعراض الانتماء وحب الوطن. ولكني أتحدث عن الشعور بنشوة الفخر بالأشياء الجميلة. التي تنتاب الكائن البشري وهو يسمع أو يشاهد شيئا جميلا.



ولدي ظن يقيني آخر معاشر القراء والقارئات الفاضلين والفاضلات أنكم تعلمون القصة التي دعتني إلى الحديث عن «العدالة» بصفتها أجمل الأغنيات الوطنية التي تجعل المواطن «يتنكس» طربا دون حاجة لمطرب أو آلات موسيقية.



ولي حول هذه القصة وقفات، الأولى أني أتحفظ كثيرا على عبارة مثل «لا فرق بين مواطن وأمير» لأن هذه الجملة تعني ضمنا أن الأمير ليس مواطنا. ولعل الأصح هو القول «لا فرق بين مواطن وآخر مهما كانت صفاتهما الاعتبارية». صحيح أنه وصف طويل وممل لكنه أكثر دقة حسب زعمي.



أما الوقفة الأخرى فهي أن الأمر بالتوقيف والتحقيق والمحاكمة خطوة جميلة، وتعطي شعورا بالأمان والراحة ووجود العدالة، ولكنها خطوة ناقصة لأنها استدعت تدخل خادم الحرمين الشريفين، بينما الواقع يقول إنها قضية واضحة يفترض أن تبادر الجهات المختصة «بالتحقيق» فيها ـ على الأقل ـ دون خوف من التبعات ودون حاجة لأمر ملكي. وهنا يمكن القول دون تردد «لا فرق بين مواطن وآخر مهما كانت صفاتهما الاعتبارية».



الوقفة الثالثة، أنه ليس من الوطنية في شيء السكوت عن الأخطاء وتجاهلها أو تبريرها، والمطالبة بالتصحيح ليست دليل كراهية للوطن، ولكنها في حقيقة الأمر أدل على المحبة من السكوت.



وعلى أي حال..

أنا واثق أن هذه البلاد تضع أقدامها على عتبات الطريق الصحيح، وأنها ستصل يوما إلى أن تكون كما هي في أحلام محبيها. وواثق أن هناك من يعمل لتكون كذلك، وواثق أكثر أن الطريق ليس مفروشا بالورود، ولكنه مثل أي طريق نجاح آخر، سيكون لا شك محفوفا بالصعاب والعقبات، والقرارات الجريئة.



@agrni