المسؤول الخجول!

الخميس - 20 يوليو 2017

Thu - 20 Jul 2017

من أهم مميزات القائد هي القدرة على التواصل مع الآخر، ومد جسور ثقافة التحاور والتوضيح عن كل ما يمت بصلة لمؤسسته ومنظومته التي يترأسها، وإذا فقدت هذه الميزة أصبحت تلك المؤسسة كالبيت المهجور الذي لا صوت فيه ولا أنيس، ولا أحد يعلم ما يجري في أروقته، فيتوجس الناس خوفا منه لظلامه ووحشته.

كثير من أصحاب المناصب والمسؤولين قبل أن يتقلدوا مناصبهم كانوا كثيري الظهور في وسائل التواصل، وفي اللقاءات والندوات والاجتماعات، نجدهم كثيرا في الأحداث، يعقبون عليها ويتداولون أمرها ويبدون آراءهم بكل جرأة، فلا شاردة ولا واردة إلا كتبوا عنها تعليقا وتركوا أثرا..

وبعد أن تقلدوا مناصبهم اختفوا عن الأنظار، وأصبح حضورهم (رسميا) أكثر من اللازم، ولا نعلم حقيقة هل من شروط تقلد المنصب أن يكون المسؤول خجولا جدا، وألا يتعاطى مع الناس كثيرا لأنه ربما تذهب مروءته ويقلل من قيمته!

بينما نرى ولاة الأمر كثيري الحضور والتواصل مع المواطنين بكل عفوية، فتلك الصور والمشاهد التي تنتشر ويتداولها الناس نشاهد كثيرا فيها بساطة ولاة الأمر في التعامل مع الناس، دون أية (بروتكولات) وعوائق، وكان من المفترض أن يحذو المسؤول حذو ولاة الأمر، إلا أنه وبكل أسف يصر على الاختفاء والتواري عن الأنظار، وكأنه تقلد منصبه الجديد خارج كوكب الأرض!

بالأمس القريب طالب مجلس الشورى وزير الإسكان بضرورة الرد على استفسارات المواطنين حيال ما يتعلق بعمل وزارته، وبالأمس القريب تداول الناس مرارا وتكرارا شائعات تمس بعض الوزارات والجهات المعنية، ولكن الرد والتواصل مع الآخرين يأتي متأخرا وربما لا يأتي أبدا، وفي حالات كثيرة يكون الرد على الاستفسارات من بعض المعرفات المغمورة قبل أن يستيقظ المسؤولون من سباتهم.

وهروبا من إلحاح البعض على ضرورة التواصل مع المواطنين وأصحاب الحاجات قام المسؤول الخجول نظرا لكثرة ارتباطاته وربما لخجله بتعيين متحدث رسمي لوزارته، فإذا ذاك المتحدث أكثر خجلا من مسؤوله!

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال