آلاء لبني

الأقصى والبوابات الالكترونية

الخميس - 20 يوليو 2017

Thu - 20 Jul 2017

في خضم الأحداث يترامى إلى سمعنا خبر إغلاق المسجد الأقصى ومنع المصلين من أداء صلاة الجمعة، أمر لم يحدث من تسعة وأربعين عاما! الشيء المحزن أن تجد من يبرر ذلك بقوله إن ما تتخذه إسرائيل هو رد فعل على الاعتداء على جنودها وأمنها! أحيانا أصاب بذهول لهذا النمط من التفكير العجيب كيف يتساوى الجلاد بالمجلود؟ كيف يتساوى السارق بالمسلوب؟ كيف يصبح السارق المعتدي هو الحارس الأمين؟ صراعنا مع إسرائيل وحق المسلمين في مقدساتهم هي حرب ميدانها الأول الإعلام! الإعلام الذي يغطي الخبر كأنه يتكلم عن لاوس أو كمبوديا، أو بلاد الواق واق، أو يتحدث بأسلوب القنوات الصهيونية أو بعض القنوات الغربية!

حين حرق الأقصى قالت جولدا مائير كلمات للتاريخ (لم أنم طوال الليل، كنت خائفة من أن يدخل العرب إسرائيل أفواجا من كل مكان، ولكن عندما أشرقت شمس اليوم التالي علمت أن باستطاعتنا أن نفعل أي شيء نريده).

منع الجمعة، ومنع دخول المسجد لمدة يومين وتجهيزه ببوابات الكترونية للتفتيش، تفتش من؟ تفتش أصحاب الأرض والمسجد، قمة الذل والإهانة ليس للفلسطينيين ولا للمقدسيين، بل للأمة الإسلامية قاطبة، في ذات الوقت يسمح للمستوطنين باقتحام المسجد ويوفر لهم الحماية، وقد دخلوا بكل سرور فترة منع الفلسطينيين من باب المغاربة وهو الباب الوحيد المفتوح الذي لا يسمح للمسلمين بالدخول منه للمسجد الأقصى حيث صادرت إسرائيل مفاتيحه وقصرت دخول غير المسلمين منه، كما تستخدمه لاقتحام المسجد!

أتساءل كم من العرب يعي دور المرابطين بالقدس ودفاعهم عن الأقصى وعرقلتهم مخططات اليهود، تجد المرأة تقف بوجه الجندي المدجج بالسلاح لا تبالي بشيء، وتلك الفتاة التي اقتحمت الأسوار بكل شجاعة ولم تخف، وذاك الطفل الذي يصرخ بنشيد:

سوف نبقى هنا كي يزول الألم

سوف نحيا هنا سوف يحلو النغم

يصلي الفلسطينيون على بوابات الأقصى، مع أن إسرائيل فتحت أبواب الأقصى ووضعت البوابات الالكترونية، يعي المرابطون أن قبول البوابات هو تنازل لفرض سيادة الاحتلال وهي فاتحة لتنازل جديد عن أحقية المسلمين بالأقصى، وقبول ضمني بوضع اليد الإسرائيلية لإخضاع المسجد لسيطرتها بشكل كامل.

لذلك يهاجم اليهود المرابطين ويفرقونهم بالغاز المسيل للدموع وبالرصاص وبالضرب والاعتقال، هذه الصور الأبية من الفلسطينيين يوثقها الشبان المرابطون بصورة حية ومباشرة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا وحده رسالة وهدف نبيل يعجز الإعلام عن مجاراته.

القدس موطن الأنبياء ومسرى نبينا عليه السلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا والمسجد الأقصى)، وصى خير الخلق حتى بالاهتمام بضوئه (فتهدي له زيتا يسرج فيه، فمن فعل فهو كمن أتاه)، معان للتفكر والتأمل في حال الاستنكار والشجب الذي نمارسه أحيانا وحالة السبات التي نعيش فيها دهرا.

الكل يترقب صلاة الجمعة اليوم خصوصا مع توجيه وزارة الأوقاف في القدس إغلاق المساجد في المدينة والتوجه إلى الأقصى، هذا الأقصى مسرى الرسول يضيع من أيدينا رويدا رويدا إما صمتا أو غير مبالاة أو عدم اكتراث، كم عدد المسلمين في العالم وكم عدد اليهود؟ بل كم عدد الصهاينة الذين يسعون لتدمير الأقصى؟

يربون أطفالهم على مبدئهم في ملكية أرض فلسطين، وإن سكنوا أصقاع الأرض، أما نحن فبعض أطفالنا التصقت بأذهانهم واختلطت عليهم الأمور ولم يعرفوا حتى إن حائط المبكى الذي ارتبطت صورته باليهود وطقوسهم التعبدية، هو حائط البراق المكان الذي ربط فيه الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام دابته (البراق) وعرج به إلى السماء ونحن أولى منهم به.

الأمل بالله أن يجمع صف الفلسطينيين ويوحد كلمتهم أولا والمسلمين، وربما تكون هذه المحنة بوابة لذلك حتى يتمكنوا من الوقوف أمام الرعونة والتسلط الصهيوني.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال