عبدالله المزهر

إما الآن.. أو لا تفعلوا!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأربعاء - 19 يوليو 2017

Wed - 19 Jul 2017

قبل عدة سنوات طرح أحدهم فكرة أن يتم ربط التسجيل في مواقع التواصل الاجتماعي بالهوية الوطنية وقد اعتبرت وقتها أنها فكرة حمقاء. والحقيقة أني ما زلت أعتبرها فكرة حمقاء. لكني بدأت أتصالح مع وجود هذه الفكرة رغم ما فيها من حمق ورغبة في السيطرة على حريات الخلق.



صحيح أن الانفلات الأخلاقي هو نتيجة حتمية تأتي كمرحلة موقتة تلي الانفتاح المفاجئ بعد كبت طويل، ولكن المشكلة أني لم أعد أستطيع إقناع نفسي بهذا المبرر وأخشى أن «يعقل» الناس بعد فوات الأوان وبعد أن أكف عن الوجود. وقد قلت مرارا أني لست طيبا إلى الدرجة التي أتمنى فيها أن يكون العالم أكثر أمنا بعد رحيلي. يهمني أن أشاهد وأعيش الأمان ولا يهمني كثيرا ما يحدث حين يصبح العالم خاليا مني.



قليل من الشتائم لا يضر أحدا، والشتائم في حدود معينة تعطي للحياة نكهة وتجعلها أكثر واقعية. وقد يكون مفهوما وحتى مطلوبا أن تشتم أحدهم أو إحداهن لأسباب تتعلق بشخصك أو لأنك تظن أنه اقترب من حدودك الخاصة. لكن الذي يحدث في وسائل التشاتم الاجتماعي أنه هنالك أعداد لا يستهان بها من البشر ـ إن صحت التسمية ـ نذروا أنفسهم لشتم الآخرين لا يرجون من ذلك إلا وجه الشيطان الرجيم. وهذه فئة لا تناقش ولا تعلم ما هو الموضوع الذي تتحدث عنه، هدفها الشتم وكفى. أما الفئة الأخرى وهي التي تعتقد أنها تناقش وتحاور فهم فئة تجد أن أكثر الكلمات التي يستخدمونها للرد على «خصومهم» لا تخرج عن (وجهك، خشمك، جبهتك، وزنك، لونك، أصلك). ويعتبرون ذلك قوة إلجام ووضوح حجة تبطل كل رأي. وهذه موهبة عظيمة لا ينالها إلا التافهون.



وعلى أي حال..

أنا حاليا في مرحلة محاولة التصالح مع الشتائم ولكني ما زلت أجد صعوبة في التأقلم مع أولئك المغردين الذين يتكلمون وكأنهم زعماء أو وزراء دفاع وخارجية.



يبدأ كلامه بلن نسمح وينهيه بالتهديد والوعيد. وهذه مشكلة نفسية أكثر من أي شيء آخر. ربما يمكن علاجها من خلال وقوف المريض/المغرد أمام المرآة أطول فترة ممكنة حتى يتأكد من حقيقته قبل أن «يتفلت» على عباد الله.



@agrni