صناعة الدواء أمن وازدهار

الأربعاء - 19 يوليو 2017

Wed - 19 Jul 2017

لا يخفى على أحد أن الصناعة الوطنية للدواء تعمر بشركات ذات طبيعة محلية وبتشغيل أجنبي وعربي ونادرا ما يكون سعوديا. ويرتكز تشغيل المصانع الوطنية على استيراد المواد الخام من الخارج لصناعة المضادات الحيوية والفيتامينات وأدوية السعال والمسكنات وغيرها، عطفا على حصول الشركات الأجنبية على نسبة من المبيعات على المستوى المحلي لبعض الأدوية. لكي نفهم صناعة الدواء وبداياتها دعونا نرجع بكم إلى منتصف 1800 عندما رأى فريدريش حاجة المرضى لمنتج يساعدهم على تسكين الألم، فنجح على استخلاص المورفين من الأفيون وإنشاء شركة لتسويقه تجاريا (الابتكار وريادة الأعمال). وقد تم بعد ذلك تركيبه صناعيا في صورة نقية وإنتاجه كعلاج مباشر للألم لتلبية الطلب العالمي المتزايد.

لكي تكون المملكة من مصاف الدول المتقدمة في صناعة الدواء، وتعتمد الاعتماد الكامل على تصنيع المواد الخامة وابتكار الطرق لتحسين جودة المنتج، وإنتاج أدوية حديثة لعلاج العديد من الأمراض ينبغي أن تبدأ بإنشاء الشركة الوطنية لأبحاث الدواء وتقنية التصنيع وسعودة قطاع صناعة الأدوية بالكامل. والمملكة حباها الله بمورد نباتي كبير في البحر الأحمر والجبال الممتدة في شمالها وجنوبها وأوديتها والتي تحتوي على مخزون هائل من المركبات الطبية التي لم تكتشف (الذهب الأخضر). وتكون انطلاقة هذه الشركة الوطنية من استخلاص وفحص واكتشاف طرق لصناعتها كيميائيا وتطوير المنتج المحلي.

ويمكن الاستفادة من التجربة الهندية، حيث أنشأت الهند اللجنة الوطنية لحصر الأدوية الأكثر ضرورة والأوسع استعمالا، ومن ثم أنشأت المختبر المركزي لأبحاث الدواء في مدينة لاكناو، والمختبرات الكيميائية الوطنية في مدينة بيون، والمؤسسة الهندية للتكنولوجيا الكيميائية في مدينة حيدر أباد، إيمانا منها بأن البحث العلمي هو الطريق الصحيح الذي سيمكن صناعة الدواء الهندية من الاستمرار في التقدم والنجاة من استغلال الشركات العالمية لصناعة الدواء التي تمتلك براءة الاختراع لعديد من الأدوية. وكان أول ظهور عالمي للشركات الهندية عندما أنتجت شركة الدواء الهندية «سيبلا» عقارا ثلاثيا معالجا لفيروس نقص المناعة المكتسب «الإيدز» بسعر يقل عن دولار واحد يوميا، حيث وفرت الشركة الهندية العلاج للمرضى في أفريقيا بسعر 350 دولارا سنويا، في الوقت الذي كانت فيه شركات الدواء الغربية تطرحه بسعر يتراوح بين 10 آلاف و15 ألف دولار.

فهذه الشركة الوطنية قد تساهم في ريادة صناعة الأدوية على مستوى الشرق الأوسط والعالم، ومن شأن ذلك خلق آلاف الفرص الوظيفية وضمان نقل الخبرات إلى أبناء الوطن من الباحثين والفنيين وتقليص الفجوة التقنية والبحثية بين المصانع الوطنية والشركات العالمية.