شاهر النهاري

عودة شيطان إيران الأكبر

الأربعاء - 19 يوليو 2017

Wed - 19 Jul 2017

ظل وزير الخارجية الإيراني ظريف يستظرف في تصريحاته الأخيرة، التي أنعشت خيال قناة جزيرة قطر، والتي تسعى إلى تأكيد ظرافته حينما تكلم عن أدوار السعودية المزعومة في نقل الإرهاب إلى الداخل الإيراني.



ظريف لم يعد يعرف أين يتمثل شيطانه الأكبر، وهو معذور، فما زال مصابا بالدوار من جراء تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بالإبقاء على الاتفاق النووي مع إيران، والذي كان قد وصفه بأنه «اتفاق سيئ»، ومتراجعا بذلك عن أحد أبرز وعوده الانتخابية بإلغاء هذا الاتفاق، الذي أبرم 14 يوليو 2015 في عهد الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما.



غير أن ترمب لم يتوقف عند ذلك، فهدد بعدها بفرض عقوبات على إيران بسبب برنامجين عسكريين تسعى لتطويرهما، أحدهما للصواريخ الباليستية، والآخر للزوارق

السريعة.



وجاء على وكالة رويترز، أن ترمب ووزير خارجيته، ريكس تيلرسون، يعتقدان أن إيران «لا تزال أحد أخطر التهديدات للمصالح الأمريكية وللاستقرار في المنطقة»، بدعمها للإرهاب والمتشددين، وتواطؤها في أعمال وحشية ارتكبت في سوريا، مع تهديدها للممرات المائية بالخليج، وبما يقوض وبشدة المقصود من الاتفاق، وهو المساهمة في السلام والأمن على المستويين الإقليمي والدولي، ومما يؤكد للإدارة الأمريكية أن إيران تنتهك بلا شك روح الاتفاق.



ظريف عندما تحدث عن الدور السعودي في الإرهاب، والذي يخشى على دولته منه، ولو أنه لم يكن ظريفا، ولا منطقيا فالحقائق الجلية تعجز كل محاولاته، والشواهد الماثلة تجعل الفارق بينه وبين السعودية بائنا من عدة أوجه:

1. السعودية ليس لها مخطط لتصدير ثورة، ولا يتضمن دستورها ذلك كما الدستور الإيراني صراحة.

2. السعودية في حالة دفاع مستمر عن حدودها، وهي ترى أن أحزاب وميليشيات إيران، وأذنابها يحاولون التعدي عليها من جميع الجهات.

3. السعودية لا تمتلك المفاعل النووي، ولا تقوم بعمليات تخصيب لليورانيوم، ولا تصنع الصواريخ الباليستية، ولا تهدد العالم أجمع بامتلاكها للسلاح النووي.

4. السعودية لم تنقل جيشها للقتال في سوريا، كما تفعل إيران عبر ذراعها الأيمن حزب الله.

5. السعودية لم تدخل بقواتها وحرسها المسلح في العراق، ولم تسيطر على الحالة السياسية هناك، ولم تقم باستغلال المسألة الشيعية السنية، لسحق طيف على حساب طيف آخر.

6. السعودية ما زالت تحاول إيقاف تدخلات إيران السافرة بالفكر والمال والتدريب والأسلحة كما يحدث في اليمن، ولصد الاعتداءات على أراضيها بالمقذوفات، والمتسللين

باستمرار.

7. السعودية لم تقم برعاية الإرهاب، وتدريب الإرهابيين، وزعزعة الأمن في كل من البحرين، والكويت، كما تفعل الأيدي الإيرانية، والتي يبدأ حلمها بضحكة الضبع، وينتهي في مكة المكرمة.

8. السعودية لا تسعى إلى تغيير مذاهب الآخرين، كما تفعل إيران في مصر، والسودان، وغيرهما.

9. السعودية لم تقف حجر عثرة في سبيل الدولة اللبنانية، بزرع حزب الله في حكومتها، وتسليحه، ودعمه، حتى لا تعود لبنان تجد ديمقراطيتها، ولا سلامها الداخلي، بل وتقطيعها إلى شبه مستعمرات.

10. السعودية تسعى لحل القضية الفلسطينية، وليس عن طريق حزب حماس، الذي يعتبر مخترقا من قبل إيران.

كل ذلك وأكثر، يثبت أن المستظرف، لم يكن ظريفا، وأنه فقط يحاول الهروب من عودة شيطانه الأكبر.



@Shaheralnahari