عبدالله المزهر

موسم الهجرة إلى كاراكاس!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الثلاثاء - 18 يوليو 2017

Tue - 18 Jul 2017

تقول الأنباء إن وزارة الداخلية تحذر المواطنين من السفر إلى فنزويلا، والحقيقة أن هذا الخبر مستفز بعض الشيء خاصة لأمثالي الذين لا يستطيعون السفر حتى إلى الثقبة الشقيقة. والأسباب المادية ليست هي السبب الوحيد الذي قد يمنع الناس من السفر، وإن كانت هذه الأسباب هي الأبرز والأهم خاصة في هذا الشهر الطويل الذي يعد أطول شهر منذ اختراع التقويم.



وكوني أحد الذين لا يستطيعون السفر فقد وسوس لي شيطان الحقد بوساوس عدة ووجدتني أتفق معه وأتساءل مثله، لماذا تحذرهم الوزارة، فالمواطن الذي لديه القدرة والوقت لكي يسافر إلى فنزويلا في أقاصي كوكب الأرض هو شخص مستفز دون شك، ولعل الأفضل أن يسكت عنه ويترك لكي يذهب ويواجه مصيره هناك. لكن من حسن حظ هؤلاء أن الوزارة لا تفكر بذات الطريقة الحقودة التي أفكر بها والتي قد يكون سببها هو إدماني النظر إلى درجة حرارة الطقس وهي تتجاوز الخمسين بكل رشاقة.



وبما أن الحديث عن السفر والسياحة والترفيه فلعل من المناسب أن أطرح سؤالا آخر ليس للشياطين علاقة به، وبالطبع فإن السؤال لا يتعلق بالفرق بين الترفيه والسياحة، وهل الترفيه جزء من السياحة أم إن السياحة جزء من الترفيه. لأن إجابات هذه الأسئلة تبدو سهلة ومعروفة، فالسياحة عمل ترفيهي، والعكس يمكن أن يكون صحيحا هو الآخر. لكن السؤال هو لماذا يشرف على هذين الأمرين جهتان حكوميتان مختلفتان. فالترفيه هو أحد المصادر السياحية، والسياحة هي أحد طرق الترفيه، وأظن أن الأمرين يفترض أن يكونا تحت مظلة واحدة.



وعلى أي حال..

وبعيدا عن المظلات ـ ليس كثيرا ـ فقد يكون من المناسب أن تتولى وزارة ما تحذير المواطنين الذين يفكرون بالسفر إلى المصايف في أبها والباحة وأخواتهما من خطورة هذا الأمر على ميزانياتهم ومدخراتهم، وأن ما قد يسرقه اللص الفنزويلي في كاراكاس بالقوة قد يسرق أضعافه مسؤول شقة مفروشة في أبها تفتقر إلى أبسط مقومات النظافة بطريقة أقل عنفا وأكثر أمنا.



@agrni