التهنئة بتحرير الموصل.. رسائل لقوى التطرف

السبت - 15 يوليو 2017

Sat - 15 Jul 2017

الاتصالان اللذان أجراهما خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على خلفية الانتصار السريع على تنظيم داعش الإرهابي في الموصل شكلا بحسب مراقبين رسائل بالغة الأهمية بما حملاه من مضامين تؤكد أن المعركة مع الإرهاب لن تنتهي إلا بتجفيف منابعه والقضاء عليه واعتبار الملك سلمان بن عبدالعزيز بأن نصر الموصل هو بداية لنهاية التنظيمات الإرهابية في كل من العراق وسوريا، بما يؤشر بأن المعركة القادمة لدحر الإرهاب ستكون أكثر قوة.



مستويات المشاركة في التحالف

1 الجانب العسكري

2 تقديم المشورة والمساندة

3 الدعم اللوجستي

4 تجفيف منابع تمويل التنظيم

5 منع تذفق الإرهابيين إلى مناطق النزاع

6 رفع مستوى التنسيق



من وجهة نظر رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبدالعزيز بن عثمان بن صقر، فإنه وعلى الرغم من برودة العلاقات بين الرياض وبغداد، ورغم المآخذ الخليجية والعربية على النفوذ الإيراني في العراق، إلا أن تهنئة الملك سلمان بن عبدالعزيز لرئيس الوزراء العراقي بمناسبة تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش يدل على تمسك قيادة الرياض بهدف محاربة الإرهاب بجميع أشكاله، بغض النظر عن جغرافيته والظروف المحيطة به، مبينا أن الموقف السعودي يعكس بصدق حقيقة السياسة السعودية ووضع مكافحة الإرهاب كأولوية، بغض النظر عن طبيعة علاقاتها مع الدول الأخرى.



وعقب تحرير «الموصل» العاصمة العراقية لتنظيم داعش المزعومة، تتجه أعين المراقبين صوب «الرقة» العاصمة السورية للتنظيم، في وقت يعتقد فيه مراقبون بأن القضاء على داعش بشكل نهائي سيكون ممهدا لحل الأزمة السورية، وسيحرق ورقة الإرهاب التي لطالما استخدمها بشار الأسد ونظامه لإطالة أمد الأزمة.



وتعد المملكة العربية السعودية واحدة من أهم الدول الفاعلة في الحملة الدولية لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي، فهي الدولة التي دعت واستضافت اجتماع تأسيس التحالف الدولي الذي يضم في هذا الوقت 68 دولة وكان ذلك في مدينة جدة سبتمبر 2014، كما تترأس إلى جانب أمريكا وإيطاليا مجموعة عمل لتجفيف منابع تمويل التنظيم.



وأمام ذلك أكد بن صقر في تعليق لـ «مكة» أن ملف محاربة الإرهاب كان ولا يزال «مبدأ ثابتا في السياسية الداخلية والخارجية للسعودية، والرياض تبارك وتدعم أي جهود تسير في مكافحة النشاطات الإرهابية والقضاء على التنظيمات الإرهابية»، مبينا أن خطوة الملك في تقديم التهاني للقيادة العراقية في الانتصار على تنظيم داعش في الموصل، «تكشف زيف الادعاءات التي ترعاها إيران والمجموعات السائرة في ركابها لتشويه مكانة وسمعة المملكة والالتفاف على تاريخها الطويل بمكافحة الإرهاب».



ولطالما كان التعاون السعودي الأمريكي في ملف الحرب على الإرهاب مضربا للمثل في شكل العلاقات بين الدول في هذا الإطار.



وأمام ذلك قال الخبير في شؤون الجماعات الراديكالية المسلحة أحمد الموكلي إن التعاون بين الرياض وواشنطن في مجال مكافحة الإرهاب ليس وليد اللحظة وإنما منذ عقود وفي مجالات متعددة سواء على المستوى الاستخباري أو الأمني أو العسكري، لافتا إلى أن المعلومات المتبادلة بين البلدين أسهمت في إفشال العديد من العمليات الإرهابية في كلا البلدين.



وكان واضحا من خلال اتصال الملك سلمان بدونالد ترمب لتهنئته بانتصار الحملة الدولية لمكافحة داعش في الموصل حجم التفاهم والتنسيق الكبيرين بين الرياض وواشنطن في الحرب على الإرهاب.



وأمام ذلك، لفت الموكلي في سياق تعليقاته للصحيفة إلى أنه وعلى الرغم من محاولة العديد من أدلوا بإلصاق تهمة الإرهاب بالسعودية، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية نجدها في مواقف كثيرة تشيد بتجربة الرياض ودورها في مكافحة الإرهاب، إذ تعد الشريك الأول في ذلك مع العديد من الدول ورأس الحربة في محاربته على كل المستويات، ودعم الجهود الرامية لمكافحته من خلال «تأسيس المراكز ذات العلاقة ودعمها بالمال والخبرات ومن خلال المؤتمرات والقمم والتي لا شك تنبثق عنها قرارات حاسمة في مكافحة الإرهاب كقمة الرياض الأخيرة التي حضرها الرئيس الأمريكي والعديد من رؤساء الدول وخرجت بقرارات رادعة لمكافحته، خاصة تلك المتعلقة بتجفيف منابعه وتأسيس مركز خاص لمجابهته على المستوى الفكري وهو مركز اعتدال».



ومن أكثر ما يميز دور السعودية في مكافحة الإرهاب، بحسب الموكلي، هي السياسات الواضحة ذات الوجه الواحد.



وقال في هذا الصدد «الولايات المتحدة الأمريكية تدرك دور المملكة في محاربة الإرهاب، كما تدرك دور بعض الدول كإيران في نشر الإرهاب على مستوى العالم والتعاون بين الرياض وواشنطن قائم على الثقة المتبادلة والتي تحققت خلال السنوات الماضية، لذلك هي الشريك الأول في هذا المجال وستبقى لكل الدول لأن سياستها واضحة وذات وجه واحد وليس كبقية بعض الدول التي تدعي محاربته من جهة ومن جهة أخرى تدعمه».



وشدد الموكلي على ضرورة استمرارية الحملة الدولية الخاصة بمكافحة داعش بعد تحرير الموصل.



وقال في هذا الصدد «أعتقد أن الحكومة العراقية جادة في هذا الأمر بعد تجربة حكومة نوري المالكي السابقة الذي سلم العراق وتحديدا الموصل لجماعات الإرهاب برعاية إيران، وكان المتضرر الأول الشعب العراقي وبقية شعوب المنطقة، لذلك أدركت حكومة العبادي أن تحرير الموصل يبدأ من الرياض ومن خلال دعم المملكة وليس من طهران وأعتقد أن المملكة ماضية مع شركائها في تحرير المنطقة من عصابات الإجرام التي صنعتها إيران وأذرعتها في المنطقة».



وعن مدى إمكانية الاستفادة من التحالف الإسلامي العسكري للحرب على الإرهاب الذي أعلنت السعودية عن تأسيسه ويضم في عضويته أكثر من 40 دولة، يعتقد الموكلي أن ذلك أمر مهم. ويضيف «وجدنا نتائجه ملموسة واستمراره مهم في ردع هذه الجماعات ويجب أن يشكل المرجعية الأولى في مكافحة الإرهاب على مستوى المنطقة واستمراره رادع ليس للجماعات فقط وإنما حتى للدول الراعية والداعمة للإرهاب».



السعودية تجدد تأكيدها لواشنطن وبغداد الوقوف بكل إمكاناتها لمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه والقضاء عليه



محطات في دعم الرياض للحملة الدولية ضد داعش

منذ الربع الأخير من 2014، استشعرت السعودية خطر تنظيم داعش وتركزه في سوريا والعراق، وهو ما دعاها لعقد اجتماع تأسيسي لتحالف دولي للقضاء على التنظيم، وصل عدد أعضائه الآن إلى 68 دولة.



2014

احتضان الاجتماع التأسيسي للتحالف الدولي ضد داعش في سبتمبر.



2014

ترؤسها إلى جانب أمريكا وإيطاليا مجموعة عمل لتجفيف منابع تمويل التنظيم



2015

استضافة مؤتمر رؤساء الأركان الخامس لدول التحالف في فبراير



2017

احتضان أعمال مؤتمر دول التحالف ضد داعش في يناير



أهم مضامين اتصال الملك سلمان ودونالد ترمب

1 التهنئة بما تحقق من انتصار سريع على تنظيم داعش الإرهابي في الموصل.

2 تثمين دور واشنطن في قيادتها للتحالف الدولي لمحاربة داعش والقضاء عليه.

3 التنويه بما تحقق من إنجازات كبيرة في محاربة الإرهاب في وقت وجيز منذ تولي ترمب مهام منصبه في البيت الأبيض.

4 تجديد التأكيد على وقوف السعودية بكل إمكاناتها لمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه للقضاء عليه.

5 تقدير أمريكي لموقف خادم الحرمين الشريفين ودور السعودية في مكافحة الإرهاب وجهودها الحثيثة في هذا المجال.

6 تمني أمريكي بأن يسهم انتصار الموصل في دحر قوى الشر وداعميها في المنطقة.





أهم مضامين اتصال الملك سلمان وحيدر العبادي

1 التهنئة بما تحقق من انتصار سريع على تنظيم داعش الإرهابي في الموصل، بما يبشر ببداية النهاية للتنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا.

2 تجديد التأكيد على وقوف السعودية بكل إمكاناتها لمحاربة الإرهاب بكل أشكاله حتى يتم القضاء عليه وتجفيف منابعه.

3 شكر وتقدير عراقي لخادم الحرمين الشريفين على موقفه وتهنئته، وتأكيد العبادي للملك سلمان أن هذا الانتصار يجير للجميع.

4 العراق يؤكد رغبته في استمرار التعاون بين البلدين في محاربة الإرهاب.