عام على انقلاب تركيا.. عام يا وطني
السبت - 15 يوليو 2017
Sat - 15 Jul 2017
اليوم الذي كتب فيه المقال هو الخامس عشر من شهر يوليو لعام 2017، وهي الذكرى الأولى لانقلاب تركيا الفاشل الذي حدث قبل عام تماما. قبل سنة كنت هنا حين حدث انقلاب تركيا، والآن - صدفة - صاحبكم في تركيا تلبية لدعوة لتقديم دورة في التسويق لإحدى الشركات، ولم أكن أعلم أنه قد مضى سنة على الانقلاب إلا بعد الوصول، ما أسرع هرولة الأيام. سبق ودونت ليلة ما حدث في مقال (سعودي في انقلاب تركيا) واستلهمت منه نعمة الأمن التي نرفل فيها بحمد الله، ولكن الحديث اليوم عن قضية مهمة أجد وطني فيها مقصرا.
تقريبا كل القنوات الفضائية التركية تتحدث عن ذكرى الانقلاب، ومرور عام على تلك الليلة الدامية، وسيصبح هذا اليوم تاريخا يتذكره الأتراك كل عام، حتى تتذكر الأجيال القادمة أخطاء الأمس، ويدرك الصغار أخطاء الكبار. والذي تعمله تركيا اليوم موجود تقريبا في كل دول العالم، واشنطن غربا مرورا بلندن وفرانكفورت وانتهاء بموسكو.. الكل دون استثناء لديهم أيام لتذكر جراحهم، فأحداث الحادي عشر من سبتمبر تحولت إلى فعالية سنوية ثابتة في البيت الأبيض، وتفجيرات مدريد بإسبانيا تتجدد آلامها كل عام، وبوتين روسيا قبل أيام وضع زهورا على قبور الجنود الروس الذين ماتوا في الحرب العالمية الثانية، وفرنسا وصلت أبعد من ذلك في تذكر الجندي المجهول!
إسرائيل تميزت في هذا المجال، مرددة المثل اليهودي الشهير (لا تنس آلامك أبدا.. لا تسامح من تسبب بها مطلقا)، وصل الأمر لتجاوز دقيقة حداد باهتة، وإنما إحضار أطفال المدارس لمخيمات تحاكي الهولوكوست، وخلق أجواء مماثلة. لماذا يفعل اليهود ذلك؟ ولماذا يستمر جلد الذات كل سنة؟ يجيب المؤرخ اليهودي شلومو آفي: الحقيقة التاريخية المخيفة أن الأجيال اللاحقة تنسى معاناة الأجيال السابقة، مهما كانت مأساويتها، ما لم يقم جيل الآباء بنقل هذا التاريخ لجيل الأبناء، في فعالية يحول التاريخ فيها لشيء مشاهد وملموس، حتى يستوعب الجيل الجديد تضحيات من قبله.
ألا يوجد لوطني جراح في الماضي ينبغي تذكرها حتى تعرفها الأجيال القادمة؟ حرب الخليج، حادثة جهيمان، تفجير وزارة الداخلية، تفجير الوشم والمحيا، أحداث الحج، وغيرها من الأحداث الهامة في تاريخنا. العالم كله من شرقه لغربه يضع أياما ثابتة سنويا لإحياء هذه اللحظات في الوجدان، فنتعلم درسا، ونستلهم عبرة، ونستذكر خطأ، ونصحح معلومة.
1 حادثة جهيمان
20 نوفمبر 1979
2 حرب الخليج «الثانية»
17 يناير – 28 فبراير 1991
3 تفجير المحيا
8 نوفمبر 2003
4 تفجير الوشم
21 أبريل 2004
5 تفجير وزارة الداخلية
29 ديسمبر 2004
6 أحداث الحج
31 يوليو 1987
تقريبا كل القنوات الفضائية التركية تتحدث عن ذكرى الانقلاب، ومرور عام على تلك الليلة الدامية، وسيصبح هذا اليوم تاريخا يتذكره الأتراك كل عام، حتى تتذكر الأجيال القادمة أخطاء الأمس، ويدرك الصغار أخطاء الكبار. والذي تعمله تركيا اليوم موجود تقريبا في كل دول العالم، واشنطن غربا مرورا بلندن وفرانكفورت وانتهاء بموسكو.. الكل دون استثناء لديهم أيام لتذكر جراحهم، فأحداث الحادي عشر من سبتمبر تحولت إلى فعالية سنوية ثابتة في البيت الأبيض، وتفجيرات مدريد بإسبانيا تتجدد آلامها كل عام، وبوتين روسيا قبل أيام وضع زهورا على قبور الجنود الروس الذين ماتوا في الحرب العالمية الثانية، وفرنسا وصلت أبعد من ذلك في تذكر الجندي المجهول!
إسرائيل تميزت في هذا المجال، مرددة المثل اليهودي الشهير (لا تنس آلامك أبدا.. لا تسامح من تسبب بها مطلقا)، وصل الأمر لتجاوز دقيقة حداد باهتة، وإنما إحضار أطفال المدارس لمخيمات تحاكي الهولوكوست، وخلق أجواء مماثلة. لماذا يفعل اليهود ذلك؟ ولماذا يستمر جلد الذات كل سنة؟ يجيب المؤرخ اليهودي شلومو آفي: الحقيقة التاريخية المخيفة أن الأجيال اللاحقة تنسى معاناة الأجيال السابقة، مهما كانت مأساويتها، ما لم يقم جيل الآباء بنقل هذا التاريخ لجيل الأبناء، في فعالية يحول التاريخ فيها لشيء مشاهد وملموس، حتى يستوعب الجيل الجديد تضحيات من قبله.
ألا يوجد لوطني جراح في الماضي ينبغي تذكرها حتى تعرفها الأجيال القادمة؟ حرب الخليج، حادثة جهيمان، تفجير وزارة الداخلية، تفجير الوشم والمحيا، أحداث الحج، وغيرها من الأحداث الهامة في تاريخنا. العالم كله من شرقه لغربه يضع أياما ثابتة سنويا لإحياء هذه اللحظات في الوجدان، فنتعلم درسا، ونستلهم عبرة، ونستذكر خطأ، ونصحح معلومة.
1 حادثة جهيمان
20 نوفمبر 1979
2 حرب الخليج «الثانية»
17 يناير – 28 فبراير 1991
3 تفجير المحيا
8 نوفمبر 2003
4 تفجير الوشم
21 أبريل 2004
5 تفجير وزارة الداخلية
29 ديسمبر 2004
6 أحداث الحج
31 يوليو 1987
