تناقضات قطر إلى أين؟

السبت - 15 يوليو 2017

Sat - 15 Jul 2017

التخبط السياسي والوعي المعاق في الوطن العربي يتضحان جليا في سياسة قطر الخارجية وتناقضاتها.

فتجد حكام تلك الدولة يدافعون عن علاقات بلادهم ببعض الحركات المصنفة إرهابية، فيصفها أحدهم بأنها حركات مقاومة. ومن تلك الحركات جماعة الإخوان وحركة حماس والحزب الشيطاني المسمى ظلما وبهتانا باسم «حزب الله»، وفى الوقت نفسه تحتفظ قطر بعلاقات قوية بإسرائيل!

وتجد أمير قطر يصف توجهات الإدارة الأمريكية الحالية بأنها «غير إيجابية»، لكنه يأمل في الوقت ذاته بتحسن العلاقات مع واشنطن، لكن ليس مع إدارة ترمب، فالأمير يرى أن ترمب يواجه قضايا قانونية عديدة.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن أفعال قطر رمز يدرس في التناقضات، حيث تمتلك الدوحة علاقات جيدة مع إيران، لكنها تستضيف قاعدة جوية أمريكية. وتساعد على محاربة المتمردين الحوثيين المرتبطين بإيران في اليمن وتدعمهم بالخفاء، وتتقارب مع إيران وتدعم المتمردين الذين يقاتلون حليف طهران بشار الأسد.

وترى الصحيفة أن محاولات قطر جعل نفسها وسيطا يرضي الجميع في الصراعات المستعصية في المنطقة انتهت في كثير من الأحيان بإغضاب جميع الأطراف، معتبرة أن قرار الدول العربية قطع علاقاتها مع الدوحة تسبب لها في أزمة مباشرة.

وأخيرا وليس آخرا يأتينا خبر الاتصال الهاتفي الذي بثته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) واحتفل به الإعلام الإيراني، وحمل مضمونه ثناء الأمير تميم على إيران، وأن «قطر وإيران تجمعهما علاقات عريقة وتاريخية وثيقة»، وقدم أمير قطر، خلال الاتصال، «التهاني بمناسبة فوز روحاني لولاية رئاسية ثانية في إيران وحلول شهر رمضان المبارك». «وفيما دعا (أمير قطر) إلى مزيد من تعزيز العلاقات بين طهران والدوحة، أكد الشيخ تميم آل ثاني أن بلاده لا ترى أي مانع في مسار تعزيز العلاقات الثنائية. وفي الختام، أكد أمير دولة قطر أنه سيوعز إلى الجهات المعنية في بلاده باتخاذ الجهود لتنمية العلاقات بين طهران والدوحة».

وهذا التصريح يتماشى مع تصريحاته السابقة، حين اعتبر فيها إيران «قوة استقرار» للمنطقة. وبهذا تدين قطر نفسها بهذه المكالمة بتكذيب صريح لرواية «الاختراق الأمني» للتصريحات السابقة، وما جاء فيها، وفي نفس الوقت تناقض نفسها بادعائها أنها داعمة للاستقرار في الخليج العربي.

فليعلم حكام قطر أن ما يقومون به يمثل موقفا مخزيا للدوحة بتأييدها للنظام الإيراني ومحاولة شق الصف الخليجي، وهي محاولة لم تعد خافية على أحد، فهذا التأييد لحكام طهران وسياستهم الموغلة في الخطأ تجاه قضايا المنطقة من خلال تدخلاتهم السافرة في شؤون دول الخليج إنما يمثل خطرا داهما استشعرته دول الخليج والدول العربية والإسلامية والصديقة، وقاومته وما زالت تقاومه بكل قوة ورباطة جأش.

ولم يفلح حكام قطر خلال عقدين من الزمن في إظهارها كدولة تبحث عن موقع بين جارتها إلا في النفاق وشق الصف والتفرقة بين الدول واستخدام التقية في تغطية أفعالها المشينة.

فهل وجدوا من يقنعهم بأنهم سيحكمون المنطقة، وسيغيرون خريطة العالم العربي!

وفي الختام، كل ما تطلبه السعودية والإمارات والبحرين ومصر، من قطر هو وقف دعم الإرهاب والتدخلات في الشؤون الداخلية للدول، وتأثير ذلك على الأمن القومي العربي.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال