شاهر النهاري

كوارث تحول المناخ وحلولها

السبت - 15 يوليو 2017

Sat - 15 Jul 2017

البشرية الباحثة عن الطاقة كانت ولا تزال أول وأكبر وأخطر عناصر تلويث كوكبنا الحي، والذي أصبح يعاني نتيجة نقص الوعي والإخلاص عند بعض الشعوب، فمنهم من يستخف بتواجد مختلف المخلوقات، والبعض يبالغ في حرق الوقود بشتى أنواعه، ليحصل على الطاقة، والبعض يبدع في التفجير، وإطلاق الصواريخ، وإجراء التجارب النووية دون واعز من ضمير، ففي المائة سنة الأخيرة ازداد المعدل العالمي لدرجات حرارة الهواء عند سطح الأرض (0.74 ± 0.18°س).



كوكبنا طوال العصور الماضية كان أخضر، وكانت كتل الجليد في القطبين متماسكة ثابتة، قبل أن تتفاقم سموم الغازات، وتتحلل طبقات الأوزون في القطبين، وترتفع حرارة الكوكب، فتنصهر جبال الجليد، ويصاب الغلاف الجوي بثقوب في طبقة الأوزون، ويصبح حال الغلاف الجوي أشبه بالدفيئة، حيث تنحبس الحرارة وسط جدران البيت الزجاجي، بكثرة انعكاس الضوء، وانبعاث الغازات القاتلة للحياة مثل (غاز ثاني أكسيد الكربون، وغاز N2O، وغاز الميثان، وغاز CFCs، وغاز سادس فلوريد الكبريت SF6).



دولة مثل الصين تنتهك البيئة بجبروت، ومصانعها بدائية المعايير لا تحتوي على أية وسائل لمنع تلوث البيئة، والهند حدث ولا حرج في تدمير البيئة، ودولة مثل إندونيسيا تحرق غابتها من أجل الحصول على أنواع معينة من الزيوت، وكوريا الشمالية تتسلى بتجارب الأسلحة والصواريخ النووية، دون أي مراعاة للمناخ والبيئة.



وليست كل الدول الموقعة على اتفاقية باريس ملتزمة بأدوارها المحلية، مما دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للانسحاب من المعاهدة، وهذا ما أثار ردود أفعال غاضبة من المنظمات الدولية، كالأمم المتحدة، والمفوضية الأوروبية، والاتحاد الأوروبي، كما ندد الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، بقرار خلفه ترمب بالانسحاب من اتفاقية كان قد وقعها بنفسه.



ويصر ترمب على الانسحاب واصفا الاتفاقية بأنها تضع أعباء مالية واقتصادية «ضخمة» على دولته، ويضيف إن الانسحاب الأمريكي «يمثل إعادة تأكيد للسيادة الأمريكية»، وأنه لن يعود للاتفاقية إلا: «بشروط عادلة لأمريكا وشركاتها وعمالها وشعبها ودافعي الضرائب».



ومن أبرز تفاصيل اتفاقية باريس للمناخ:

1. أن 195 دولة قد وقعت الاتفاقية، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي.

2. وقع الاتفاق في ديسمبر 2015 بالعاصمة الفرنسية تحت إشراف الأمم المتحدة.

3. اتفاق باريس يهدف لإبقاء متوسط ارتفاع حرارة الأرض «أقل من درجتين مئويتين».

4. البقاء دون درجتين يفرض تقليص انبعاثات غازات الدفيئة من (40 إلى 70%) حتى العام 2050.

5. يهدف الاتفاق لخفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة (26 إلى 28%) بحلول العام 2025.

6. بكين والهند مستفيدتان من الاتفاقية رغم ضعف جهودهما في منع الأضرار المتراكمة، وتسعدان بأن يقوم العالم بذلك نيابة عنهما.

وكان رئيس مجموعة البنك الدولي (جيم يونج كيم) قد حاضر في جامعة جورج تاون 2015 عن التحديات، التي تواجه التنمية بسبب تغير المناخ، والتدابير التي يمكن اتخاذها للحد من أسبابها، والتخفيف من آثارها، بتسعير الكربون، وإنهاء دعم الوقود الأحفوري، وبناء المدن المرنة منخفضة الانبعاثات الكربونية، وزيادة كفاءة استخدام الطاقة، واستخدام الطاقة المتجددة، وتطبيق ممارسات الزراعة المراعية للمناخ والتوسع في الغابات.

كارثة تنتظر مستقبل الحياة، فهل تجتمع البشرية يوما على تنفيذ تلك الحلول، بإخلاص وإصرار على إنعاش الكوكب المحتضر؟



Shaheralnahari@