استثمار الترشيد قطار الباحة الواعد

الجمعة - 14 يوليو 2017

Fri - 14 Jul 2017

تظل منطقة الباحة مكان جذب للاستثمار، ولكن وفق المعقول والممكن، ومن الممكن المعقول بحث إمكانية تنفيذ مشروع سكة قطار يربط مدن منطقة الباحة التي في السراة بالمحطة الرئيسية في مدينة الباحة، ومنها تنطلق المسارات إلى مدن المندق وبلجرشي وبني حسن والعقيق والقرى التي تكون بها محطات، ومنها تعود إلى الباحة، إذا المسار الأول: الباحة بني حسن المندق بطول 34 كلم، والمسار الثاني: الباحة القرى بطول 30 كلم، والمسار الثالث: الباحة مطار الملك سعود بالعقيق بطول 43 كلم، والمسار الرابع: الباحة بلجرشي بطول 33 كلم، من هذا المشروع الذي إجمالي أطواله يبلغ 140 كلم قد تتراوح تكلفته المتوقعة بين ثلاثة إلى أربعة مليارات ريال تقريبا، تشمل المقطورات للركاب والبضائع والمحطات والسكك ذاتها التي ستكون مجاورة لطرق السيارات، غير أنه يفصل بينها سياج حماية، إضافة إلى ذلك وضع جسور إضافية بجانب الجسور الحالية من طرق السيارات، وإنشاء المحطات، ويكون مشروع الاستفادة من طاقة السدود الكهرومائية مزودا إضافيا أو احتياطيا للطاقة الكهربائية لمشروع قطار منطقة الباحة. ومن مميزات المشروع أنه إضافة جديدة للمنطقة، وأول منطقة سياحية بالمملكة يكون فيها مشروع قطار، وكثير من المميزات السياحية والعائدة على القاطنين.

ومن ناحية بيئية وصحية يخفف التلوث البيئي من عوادم السيارات، أما من ناحية مالية فالميزانية السنوية لطرق المنطقة تتجاوز 600 مليون ريال، سواء لفتح طرق إضافية جديدة أو لصيانة أخرى، وبتنفيذ بجودة ضعيفة، بالتالي فإن تكلفة الميزانيات السنوية لطرق المنطقة التي قد تصل تكلفتها الإجمالية خلال خمس سنوات مقاربة لتكلفة المشروع، بأن تحول نسبة 75% منها إلى المشروع خلال خمس سنوات المشروع المزمع.إذ ثمة عائد مالي مستحق أفضل بكثير من صيانة ضعيفة وغير مجدية.

ومن ناحية أخرى سيكون مميزا جدا وعائدا باستثمارات أضعاف ما تطلبه الطرق لصيانتها المكلفة والباهظة التي تستوجب سنويا، أو أكثر من ذلك في السنة.

ولو تعرض إمارة المنطقة المشروع على هيئة النقل ودراسة جدواه الاقتصادية وطرحه للمنافسة على الشركات العالمية - ومنها الصينية والألمانية - التي نفذت عالميا الكثير من المشاريع المشابهة لتضاريس منطقة الباحة لتنفيذه، وفي مدن السهول، المخواة وقلوة والحجرة وغامد الزناد، تتصل فيما بينها بحافلات حديثة مزودة بكافة الوسائل الحديثة، فإن ذلك لا يعد أمرا صعبا ولا مستحيلا، إذ مقومات الاستثمار والبيئة قادرة على أن تخلق عائدا ليس في زمن محدد من السنة، وهو الزمن المعتاد لدى الكثيرين وهو في الصيف، إنما لا تزال المنطقة عموما تحظى بمقومات فريدة ومميزة أكثر من فترة الصيف، وهي فترة الربيع الذي كثير ممن يعشقونه يغادرون إلى الشمال الآسيوي الشبيه جدا بتضاريس وأجواء منطقة الباحة في الربيع التي تكتسي جبالها بالثوب الأخضر ووديانها بالمياه.

تطلعاتنا نحو المنطقة بقيادة سمو الأمير حسام بن سعود أمير منطقة الباحة ـ سلمه الله ـ مبشرة بالخير، ونتمنى من سموه أن يحظى هذا المشروع بالتبني والاهتمام.