إعاقة شبابية

الجمعة - 14 يوليو 2017

Fri - 14 Jul 2017

قد لا نبالغ إذا قلنا إن لدينا إعاقة شبابية مرتفعة تدعو للتدخل القيصري العاجل، وإن لدينا نقص نمو فكري وذهني للشباب والشابات، وثقوبا وعيوبا تحتاج للاعتراف بها أولا ثم البحث عن حلول.

لدينا نسبة مرتفعة من الشباب والشابات يعانون من قصور التربية، ونقص المناعة السلوكية وصداع فوضوي مزمن. نسبة عالية يعانون من عدم القدرة على التكيف مع الحياة السوية، ويفضلون الحياة العشوائية حتى وهم يحملون الشهادات الجامعية، لذا لا تستغرب رمي أي شاب للنفايات في الشوارع والحدائق العامة، ولا تستغرب قطع الإشارات، وارتفاع نسبة ضحايا الطرق، ولا تندهش من ترك بقايا الأكل والمشروبات بعد مغادرة أي أسرة لمتنزهات وحدائق الوطن بطوله وعرضه.

صيف العام الماضي وصل التذمر من ترك المخلفات في منتجعات عسير السياحية ذروته، مما أجبر أمين منطقة عسير لقيادة حملة لتنظيف المتنزهات والحدائق العامة، شارك في تلك الحملة عدد من المسؤولين والمتطوعين، وفي صباح اليوم التالي عاد رواد المتنزهات من سياح ومقيمين لحليمة القديمة، وتأكد جليا أنه لا ينفع مع هذا السلوكيات إلا العقوبات المالية الفورية بالاتفاق مع شركة أو مع جهات مسؤولة تتولى الأمور التحصيلية وفق لائحة مالية معتمدة ومعلنة في وسائل الإعلام كافة.

الجميع يرفض السلوكيات المشينة، فمن الذين يفعلونها؟ هم المنتقدون الساخطون، تبرمجت أذهانهم «أتوماتيكيا» لرمي النفايات بجوار صناديق النفايات لا داخلها، وهم الذين يجلدون حياتنا اليومية بحزمة من الانتقادات اللاذعة بينما نتاج تصرفاتهم ومخرجات ثقافتهم تتضح للعيان في مواقع تنزههم، وفي قيادتهم للسيارات، وفي تجاوزاتهم التي لا يقبلها لاعقل ولا منطق.

الآباء والأمهات تنصلوا من مسؤولياتهم وأصبح دورهم سلبيا للغاية، وهم يشاهدون أبناءهم وبناتهم يتفننون في رمي النفايات داخل غرف النوم وفي مجالسهم، ويشاهدون أطفالهم وشبابهم يتسابقون في ممارسة سلبيات الحياة اليومية، ويتوارون خجلا من عمل إنساني أو تعاوني يعزز من قيمهم ومكانتهم كبشر، لذا لن نبكي على نتاج الرغيف الذي خبزناه بسلبياتنا في منازلنا، وعلينا تحمل هذا الواقع المرير إلى أن نعود لمقومات ديننا الحنيف، أو ننتظر عقوبات رادعة لا تبقي ولا تذر.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال