الملاريا الحادة تذكار السندباد إبراهيم سرحان من مدغشقر

الخميس - 13 يوليو 2017

Thu - 13 Jul 2017

أصيب الرحالة السعودي إبراهيم سرحان بملاريا حادة بعد عودته من رحلته الأخيرة التي قضاها سعيدا في مدغشقر، إذ نشر عبر حسابه في تويتر قبل أيام تغريدة طلب فيها الدعاء الصادق من متابعيه، وكان لها الأثر العظيم، وتفاعل معها عدد من الشخصيات غير المتوقعة، كما نشر تغريدة أمس طمأن فيها متابعيه بمغادرته قسم العناية المركزة.



ويملك السندباد سرحان سجلا طويلا من الرحلات الغريبة، حيث سافر واكتشف الكثير من البلدان والحضارات في العالم، كما وثق جميع رحلاته ومغامراته، إذ زار مدنا بعيدة وغريبة كالتبت، ولابلاند، وساتومي، والآزور، وقيرغيزستان، والنيبال، وكوريا الشمالية، وكان يسافر وحيدا في كل رحلاته.

في الفترة الماضية قضى إبراهيم أياما عدة في الجزيرة الحمراء العظيمة «مدغشقر»، باحثا عن أي دهشة لم يسبق أن امتلكها.. يصور الحياة البسيطة وغير المتكلفة التي يعيشها ساكنوها، يتجول هادئا في شوارعها، يرى الحياة وينقل تجربته للآخرين. وفي انسجامه مع البلد صور فيديو يحمل الكثير من بهجة سكانه وضحكاتهم المتكررة، والرضا يكسو وجوههم السمراء الصغيرة.



وسكان مدغشقر الأصليون «الملاقاشيون» هم بالأصل إندونيسيون هاجروا قبل الإسلام فاقتربوا كثيرا من أفريقيا. يقول إبراهيم «أكسبتهم شمس ما تحت خط الإستواء سمرة ندية»، هم وثنيون لكن تحيتهم عربية خالصة «سلاما».



وفي قرية بيكوباكا شرق مدغشقر صادف إبراهيم عجوزا تبيع صابرة علبا بلاستيكية فارغة وزيوت مساج، وفي وجهها علامات هم طويل وعناء متتابع، أخذ يلتقط صورا لها وفي رأسه مشهد جدته التي توفيت حين كان يصورها بكاميرا صغيرة قبل عشر سنوات، يقول «كانت ردة فعل العجوز مشابهة تماما لردة فعل جدتي».



وأثناء تجوله في مدينة أنستيرابي شاهد أطفالا صغارا في أوضاع مهينة وخطرة، يحملون الطوب فوق رؤوسهم أثناء عملهم بمهنة حمالين وبأجرة بخسة لا تتجاوز 1.2 ريال في اليوم الواحد!



كما زار إبراهيم تيسينقي، أحد أهم المعالم الجغرافية في العالم، وهو المكان الذي لا يمكن المشي عليه، فقبل 80 مليون سنة ربما كانت مدغشقر ملتصقة بأستراليا من جهة الشرق، والهند من الشمال، وأفريقيا من الجنوب، ولما حصل الانفصال برزت هذه المنطقة إلى السطح بعد أن كانت مغمورة بالمياه العميقة تحت البحر، وبفعل الأمطار وحمض الكاربونيك تآكلت الصخور وبدأت تتخذ شكل السكاكين الحادة وما زالت تتآكل.



وبين أشجار الباوباب الشهيرة التقط إبراهيم صورا عدة لتسلل الشمس بين أغصانها الطويلة والممتدة، فهي مميزة يزيد عمر بعضها على 800 عام، ولها جذر في الأرض يساوي طولها في السماء.