فواز عزيز

رياضة البنات حسب الإمكانيات

تقريبا
تقريبا

الأربعاء - 12 يوليو 2017

Wed - 12 Jul 2017

أصبحت رياضة البنات واقعا في المدارس، بعدما كانت المطالبة بها جريمة يتبرأ منها مسؤولو تعليم البنات، كما حدث مع معالي الوزير الراحل محمد الرشيد قبل أن يكون وزيرا، حين كان رئيسا للهيئة الاستشارية لتعليم البنات، رغم أن سماحة المفتي السابق الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله اطلع على رأي «الرشيد» الذي تبرأ منه مسؤولو تعليم البنات آنذاك ورفضوه، حيث أقر ابن باز بصحة رأي «الرشيد» وألزم مسؤولي تعليم البنات بالاعتذار للرشيد، وقد ذكرت تلك القصة هنا في مقال بعنوان «من حكاية رياضة البنات» مستندا على كتاب الرشيد «مسيرتي مع الحياة».



وأصبحت رياضة البنات من أهداف رؤية المملكة 2030، كما تقول وزارة التعليم في إعلانها المفاجئ عن قرار يقضي بالبدء بتطبيق برنامج التربية البدنية في مدارس البنات اعتبارا من العام الدراسي المقبل، وفق الضوابط الشرعية وحسب الإمكانات المتوفرة في كل مدرسة، إلى حين تهيئة الصالات الرياضية في مدارس البنات، وتوفير الكفاءات البشرية النسائية المؤهلة..!



وتقول وزارة التعليم بأن هذا القرار جاء بعد دراسة دامت نحو ثلاثة أشهر نفذها فريق متخصص بتكليف من الوزير لمراجعة التوجيهات والتوصيات الصادرة في هذا الشأن، وتقييم إمكانية تنفيذ برامج التربية البدنية والصحية في مدارس البنات من حيث الإمكانات الفنية والبشرية، إضافة إلى تكاليف إعادة تأهيل الصالات الرياضية في المدارس التي تم إنشاء صالات بها، وكذلك تكاليف إنشاء صالات رياضية جديدة وتجهيزها.



لست معترضا على تطبيق الرياضة في مدارس البنات، لكن واقع المدارس يكشف لنا أحد أمرين: إما أن وزارة التعليم لا تعرف واقع المدارس للبنين والبنات، وإما أنها لا تدرك كيفية تطبيق القرار، وتعتقد بأن مجرد توقيع معالي الوزير يعني إمكانية تطبيقه؛ لأن مدارس البنين التي فيها حصص للتربية البدنية لا توجد بها صالات رياضية، وحصص التربية البدنية عبارة عن كرة قدم ترمى للطلاب، ولأن مدارس البنين تعاني من نقص في معلمي التربية البدنية، ولا توجد جامعة سعودية تدرس تخصص التربية البدنية للبنات..!

قبل 5 سنوات قالت نائبة وزير التربية والتعليم السابقة نورة الفائز «سنعمل على عدة نواح لتحقيق الرياضة في مدارس البنات، منها إعداد البنية التحتية للمدارس وتهيئة الصالات الرياضية، وإعداد المعلمات القادرات على تدريس الرياضة»..!



(بين قوسين)



ربما تطبيق الرياضة في مدارس البنات بصدق، سيخدم البنين؛ لأنهم سيطابون بالمساواة بتوفير صالات رياضية لهم.