عبدالله المزهر

دفاعا عن قطر!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الثلاثاء - 11 يوليو 2017

Tue - 11 Jul 2017

لو كنت مواطنا قطريا ـ وأنا أعتبر نفسي كذلك ـ لما حلمت بأن يرتبط اسم قطر بأي شيء سوى الإنسان والحب والرخاء والسلام. ليس لأنها صغيرة المساحة، فصغر مساحة الدولة ليس عيبا أو شتيمة. لكنه قد يصبح كذلك حين تحاول أن يكون تأثيرها كتأثير فيروس قاتل مع أنه لا يرى بالعين المجردة، بدلا عن أن تكون «حبة دواء» صغيرة الحجم عظيمة الفائدة.



كان يمكن ـ وما زال ذلك ممكنا ـ أن تكون تلك الجزيرة المستلقية على الساحل الغربي للخليج العربي وجهة و»كعبة» لمحبي السلام والفن والرياضة والحياة.

كانت فكرة أن تكون وجهة للرياضة والفن والاقتصاد والحياة هي الشكل الذي يجب أن تعززه قطر وتعيش عليه وتجمع حولها الناس من أجله فقط.



وبعيدا عن الحب والكراهية، فإني أيضا عاجز عن فهم المصلحة الاستراتيجية، أو أي نوع من أنواع المصالح التي تجعل دولة هادئة هانئة يأتيها عيشها رغدا تحلم بأن تحكم العالم، وتبذل مالها وجهدها في سبيل أن يكون لها في كل قضية يد، وفي كل صراع رأي، وفي كل دم يراق بصمة.



ومن حق قطر أن يكون لها أحلامها وتطلعاتها بأن تكون شيئا مذكورا في العالم، لكن المشكلة تكمن في الشكل الذي أرادت أن يعرفها العالم من خلاله. كان يمكن ـ وما زال ذلك ممكنا ـ أن تكون سنغافورة أخرى، أو هونج كونج العربية الخليجية. لكنها لسبب ما زلت لا أفهمه أرادت أن تكون روسيا أو أمريكا، وربما حدثتها نفسها بأنها ستكون الصين الجديدة. وهذا لن يحدث، فالتاريخ والجغرافيا والتركيبة السكانية والاجتماعية تقول إن مجرد وجود أحلام من هذا النوع سيجعل حياة القطريين كابوسا لا يطاق، إن لم يكن عاجلا فآجلا. وسيضيع من يدها الممكن أثناء بحثها وحلمها بالمستحيل.



والذين يزينون لقطر هذه الأحلام ليسوا أكثر من فئران طفيلية، يقتاتون على إيمان قطر بهذه الأوهام وتصديقها، وسيقفزون من سفينة الوهم حين يشعرون بأنها ستغرق دون أن يرف لهم جفن.



وعلى أي حال..



أنا مؤمن بأن هذا الوقت سيمضي، وستعود قطر التي أحببناها من أجل منصور مفتاح، وعلى عبدالستار، وغانم السليطي، وصديقي يوسف سيف، وستختفي قطر التي يروج لها عزمي بشارة، والشنقيطي، وكل من دار في ذلك الفلك القبيح.



@agrni