عبدالحليم البراك

لماذا لا نحتفل بأعياد الميلاد!

يمين الماء
يمين الماء

الاثنين - 10 يوليو 2017

Mon - 10 Jul 2017

لا نحتفل كسعوديين في المجمل بأعياد الميلاد، وليس مجال البحث في أسبابها الدينية، لكن ربما هناك أسباب غير دينية لعدم الاحتفال العلني بها، فمتوسط أفراد الأسرة يبلغ 7 أشخاص، لهم سبع حفلات، وإذا أضفنا إليهم حفلتي عيد الفطر وعيد الأضحى، أصبح المجموع تسعا، وأضفنا (الأجداد) الأم والأب لكلا الزوجين فإن المجموع يفوق 12، وهذا معناه أن كل شهر هناك حفل عيد ميلاد، فأصبح في كل شهر حفلة ميلاد، وهذا سبب وجيه بعدم الاحتفال.



ثمة أعداد أخرى ليست من أفراد الأسرة، وهم الأصدقاء المقربون، والمقربون من أقارب الأسرة، ومديرك في العمل، وموظف تحبه في العمل، وبهذا، ربما يصل المجموع إلى أكثر من 24 حفلة عيد ميلاد، بمعنى كل أسبوعين حفلة!



وثمة سبب مادي، في المتوسط، وفي الأعياد الشرعية، وفي العائلات المتوسطة، نعايد فيما بين العشرة ريالات والخمسين ريالا كعيدية للأطفال، وهم الوحيدون الذين نمنحهم عيدية، ومرتين في العام، ومن تقابل منهم، ومن لا تقابله «طار حظه» في العيدية، ولو ضربنا الرقم في 24 لتغير الوضع وتأثرت الميزانية، أما كبار السن، فالعيدية قبلة على الرأس، أما لو كان لدينا أعياد ميلاد فلو صرف السعودي ألف ريال على كل حفلة ميلاد كمتوسط صرف ما بين تنظيم أو هدية، فإن المبلغ المصروف على كل شخص بحدود 24 ألف ريال، وهذا بحدث ذاته إيجار منزل محترم في حي محترم في مدينة محترمة!



وفي تقرير لـ «سي بي إن سي عربية»، قالت إن أكثر ما فعله المسلمون والعرب في رمضان هو الإسراف في الإنفاق على الأكل في شهر يفترض أنه شهر للصوم، وهذا الإسراف في شهر (عدم الأكل)، فما بالكم في الإسراف في أعياد الميلاد لو حدثت، فإنه سيصبح أضعاف ما يحدث في رمضان، وهذا مبرر لطيف لعدم رغبتنا في الاحتفال بأعياد الميلاد.



وفي الغرب يفرح المهدى إليه بهدية بسيطة رمزية يتذكر صاحبها، بينما هنا، لا نفرح إلا بالماركات، وليست أي ماركة، بل ما زاد وزنه، وغلا ثمنه، وذكر اسمه في الملأ والأشهاد بسبب ندرته، وغلائه، وعدم قدرة شعب الصين العظيم على تقليده، ووجود وكيل محلي استغلالي له يرفع ثمنه أكثر وأكثر عن سعره في موطنه، حتى يصبح في شبه المستحيل شراؤه!



لهذه الأسباب مجتمعة، والأسباب الدينية، تبدو أعياد الميلاد غير مرحب بها في السعودية!



@Halemalbaarrak