قناة السويس تخنق قطر بغازها

وفيما ساوت طهران إنتاجها من الغاز المسال بالدوحة في الحقل المشترك «حقل بارس الجنوبي» أخيرا، أوضح الباحث الاقتصادي بمركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية أحمد شمس أن طهران لا تزال بعيدة جدا عن التساوي مع الدوحة في مجال تصدير الغاز المسال لعدة أسباب، من ضمنها استهلاكها لمعظم ما تنتجه من الغاز.



في وقت اتخذت فيه مصر إجراءات جديدة حيال ناقلات الغاز القطرية بمنعها العبور من قناة السويس ضمن حزمة من الإجراءات التي اتخذتها الدول الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب وعلى رأسها السعودية، رفع هذا الإجراء الذي اتخذته القاهرة تكلفة إنتاج الغاز المسال، وهو ما يؤدي إلى تأثير بالغ على الأسعار.



لماذا لا يمكن أن تتفوق طهران على الدوحة في تصدير الغاز؟

(بحسب الباحث أحمد شمس)

1 صادرات إيران من الغاز تعد نقطة في بحر، بالنسبة لصادرات قطر من الغاز، وحديث تساوي الإنتاج كان حول إنتاج الغاز من حقل واحد فقط ومشترك بين الجانبين الإيراني والقطري (حقل بارس الجنوبي) وليس عن تساوي الإنتاج بشكل عام بين إنتاج وصادرات البلدين العالمية من الغاز.



فإيران تنتج نحو 192.5 مليار متر مكعب (بنسبة 5.7 من الإنتاج العالمي) بينما قطر تنتج 181.4 مليار متر مكعب (4.2% من الإنتاج العالمي) حتى عام 2015 وفق آخر إحصاء متاح لتقرير شركة BP 2016، بينما صدرت قطر 126.2 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في نفس العام وتستهلك 45.2 مليار متر مكعب فقط، بالإضافة إلى أنها تصدر ثلث إمدادات العالم من الغاز المسال. بينما استهلكت إيران 191.2 من الغاز في عام 2015، بمعنى آخر أنه لم يتبق لإيران للتصدير إلا 1.3 مليار متر مكعب فقط. وتحتاج لعشرات السنوات حتى تتساوى مع صادرات قطر.



2 ليس لإيران وزن نسبي في مجال صادرات الغاز لسبب جوهري، وهو أنها دولة مستهلكة للغاز بكثافة رغم امتلاكها احتياطيا عالميا ضخما من الغاز الطبيعي (18.2% من الاحتياطي العالمي).



إيران تضم قرابة 80 مليون مواطن يستهلك 50% من الغاز المنتج محليا في تدفئة المنازل و21% في إنتاج الكهرباء و18% في المنتجات الصناعية والبتروكيماوية، ورغم ارتفاع الإنتاج من 102.7 مليار متر مكعب في 2005 إلى 191.2 مليار متر مكعب خلال 2015، ارتفع استهلاك الغاز خلال نفس الفترة من 102.3 إلى 192.5 مليار متر مكعب، أي أنه يكاد يكفي بصعوبة الاستهلاك المحلي، واستوردت إيران في عام 2015 7.5 مليارات متر مكعب من الغاز من تركمانستان وأذربيجان.



ومؤخرا ثارت مشكلة بين إيران وتركمانستان بعدما قطعت الأخيرة الغاز عن شمال إيران مع بداية العام الميلادي الحالي، لعدم دفع مستحقات مالية سابقة، واحتوت إيران الخلاف لإنقاذ أهل الشمال من البرد القارس.



3 إنتاج الغاز يحتاج إلى توافر تكنولوجيا عالية واستثمارات ضخمة تتم عبر شراكات أجنبية وهو ما لا يتوفر لإيران حاليا، قطاعا النفط والغاز معا يحتاجان لاستثمارات تفوق 200 مليار دولار والداخل لإيران من الاستثمارات بعد الاتفاق النووي لا يتعدى 12 مليار دولار في جميع المجالات.