سعد السبيعي

التجربة الصينية.. دولة واحدة ونظامان

نحو الهدف
نحو الهدف

الاحد - 09 يوليو 2017

Sun - 09 Jul 2017

تمر الذكرى العشرون لعودة هونج كونج إلى حضن الصين، وأننا كاقتصاديين سعوديين ننظر بإعجاب إلى التجربة التنموية الرائدة والعظيمة في الصين، وفي هذا الإطار نتابع باهتمام سياسة «دولة واحدة ونظامين» والتجربة الصينية الفريدة في تطبيق هذه السياسة وانعكاساتها الاقتصادية على الصين وهونج كونج، وعلاقاتهما التجارية والاستثمارية مع العالم الخارجي.



فهونج كونج تعد مجتمعا يتمتع برغد العيش، ولكنه يواجه أيضا تحديات كبيرة فرضتها التغيرات الهائلة في البيئة الاقتصادية العالمية والمنافسة الدولية المتزايدة، كما أن الحكومة المركزية في الصين تعول على دعم هونج كونج من أجل تنمية اقتصادها وتعزيز قوتها ودورها في تنفيذ مبادرة الحزام والطريق وتطوير منطقة خليج قوانجدونج - هونج كونج - ماكاو الكبرى، وهذه الأمور تهمنا كثيرا في القطاع الخاص السعودي، كما نود أن نبدي مزيدا من الاهتمام بها، وخاصة أن هناك تعاونا استراتيجيا بين حكومتي البلدين الصديقين لتنفيذ خطة الحزام والطريق ورؤية المملكة 2030 على حد سواء، وحتى نتعامل بشكل جيد مع هونج كونج ونستفيد من قدراتها الاقتصادية وإمكاناتها المتنوعة في التجارة والاستثمار والخدمات المالية، علينا بناء علاقات عمل جيدة ومتنامية مع أصدقائنا فيها، ونحن في مجتمع اقتصادي سعودي قد بدأنا ذلك بالفعل بالتواصل والتعاون مع مجلس تنمية التجارة في هونج كونج Hong Kong TDC، والمملكة بصدد مد مزيد من الجسور وبناء علاقات أوسع مع مؤسسات وقطاعات أخرى بها.



وللتاريخ فهونج كونج مستعمرة بريطانية سابقة عادت للحكم الصيني عام 1997م ويبلغ عدد سكانها 7.3 ملايين نسمة وليس لهم دور في اختيار من يدير شؤونها وإنما تتولي لجنة انتخابية صينية مكونة من 1200 شخص اختيار الرئيس التنفيذي لها، وقد مرت هذه البلد الاقتصادية بتجربة ثرية بالإخفاقات والنجاحات خلال العشرين عاما الماضية، وواجهت تحديات ومخاطر، وكذلك فرصا وآمالا خلال هذه المرحلة وعلى مدار العقدين الماضيين، فقد حققت تقدما كبيرا في تنفيذ مبدأ «دولة واحدة ونظامين» ويسود بها الرخاء والاستقرار وتحظى بإشادة كبيرة من المجتمع الدولي الحكومة المركزية، المصممة على التمسك بمبادئ «دولة واحدة ونظامين»، حيث إنها تنعم بدرجة عالية من الحكم الذاتي.



ختاما.. فإن هونج كونج لا تحتاج إلى الكثير من التعريف كمركز تجاري، فالتجارة كانت دوما شريان الحياة فيها، منذ كانت ميناء حرا تحت السيطرة البريطانية، وحتى صعودها كمركز مالي عالمي، حيث تستفيد هونج كونج من موقعها الاستراتيجي بين اليابان والصين وجنوب شرق آسيا، مما جعلها مركزا للسفر العالمي، حيث اجتذبت في عام 2016 ما يزيد عن 70 مليون مسافر جوا، وهي من أكثر المدن في العالم التي تتركز فيها المؤسسات المصرفية (إذ تضم 71 مصرفا من أصل 100 من أكبر مصارف العالم)، فإنها تجتذب المسافرين من رجال الأعمال من جميع أنحاء العالم.



@saadelsbeai