مانع اليامي

في الخرج بضاعة مغشوشة

الاحد - 09 يوليو 2017

Sun - 09 Jul 2017

في إطار ما يمكن رصده وتحليله في مواقع التواصل الاجتماعي، الواقع يقول إننا أمام رسالة لا يشوبها لبس، وهي أن بيننا مندسين يتضح أنهم يسعون ما استطاعوا عبر مشروعهم الخاص إلى تشكيل وعي المجتمع بالمقلوب، وعلى الطريقة الفوضوية المنحازة للرأي المخالف.



نعم، هم عند العقلاء لا يشكلون ذلك التأثير البالغ على الحقائق، إلا أن حضورهم الطاغي في منصات التواصل المفتوحة وتفاعلاتهم الجريئة حماقة قد تجلب لهم الكثير من الاتباع المهيئين للتعبية إما بفعل عامل السن أو نتيجة لقلة الوعي، ولنا في التاريخ القريب دروس وعبر، فكم من هذه الفئة وتلك وقعوا في الفخ.



اليوم لن تخطي عين المراقب وجود مجموعات تصول وتجول في مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء معروفة وهي قليلة، وأخرى غير معروفة، وهي بكل أسف كثيرة، وكأنها في مهمة التصدي للآراء الصائبة ووجهات النظر الرشيدة التي يأتي بها المخلصون من أبناء وبنات الوطن في مجال الدعوة إلى اللحمة الوطنية، من باب تعظيم الأصول الجامعة والتقليل من شأن الفروقات الفرعية التي تفرق ولا تجمع.



هذه الدعوة لا تروق «للمندسين» أتباع مذهب فرق تسد، المحملين بالبغضاء وسوء النيات، لأنها تصب في الصالح العام وتخلق مساحة للتعايش، وأيضا تقوي الجبهة الداخلية، عندهم يجب عرقلة المسيرة لأنها تسير عكس مشروعهم الحاقد، والحقيقة أن الغالبية من الناس يعرفون عن نشاط هذه المجموعات أو يسمعون عنه، ولا شك أن نصيبهم من الأنصار قلة قليلة، وهذا ما يتمناه عقلاء الوطن، إلا أن الخوف أن تتجاوزهم عين الرقيب، ويتعاظم نشاطهم مع مرور الأيام، وتكثر بالتالي المصائب بأسبابهم.



في مثل هذه الوضع لا مشروع يمكن نجاحه لتهذيب الآراء المتشددة القابلة للاستثمار الخارجي ضد الوطن وأهله في وقت عصيب يغط بالتحديات غير مشروع المحاسبة الصارمة، وخاصة أن الجرأة الحمقى طغت وتكبرت، ووصل الأمر بالبعض إلى تكفير بعض شرائح المجتمع والتحريض عليهم دون خجل أو خوف.



من ناحية أخرى للراصد أن يلاحظ وجود بعض المندسين خلف الألقاب في مواقع التواصل الاجتماعي، ممن لا يطيب لهم أن يسلط الضوء على منجزات الوطن، فئة لا تعترف بمبدأ يذكر فيشكر، همهم الوحيد تصغير حجم المنطق، والتقليل من قيمة المخلصين، بل الأصح محاربتهم إن هم شكروا أو ذكروا منجزات وطنهم بفخر، أو أشاروا إلى أدوار الرموز الوطنية بعرفان، هذا النوع «المعارض المستتر» لا يميل للنقد البناء، ولا الحوار الهادئ على الإطلاق، ويجب الالتفات العاجل له. وبكم يتجدد اللقاء.