القلب ليس مجرد مضخة للدم

السبت - 08 يوليو 2017

Sat - 08 Jul 2017

شاهدت حلقة من المسلسل الرمضاني الشهير «سيلفي3» بعنوان «قلب أبوي» تناولت انتقال المشاعر والعواطف والأحاسيس بعد عملية نقل قلب من شخص متوفى «متبرع» إلى شخص آخر «متبرع له». أثارت الحلقة عددا من التساؤلات حول حقيقة انتقال المشاعر والعواطف والأحاسيس بعد عملية نقل القلب بحيث يشعر الشخص الذي نقل إليه القلب بمشاعر وأحاسيس وعواطف وأفكار وذكريات الشخص المتوفى الذي تبرع له بالقلب!

وعلى الرغم من تمكن الأطباء من نقل وزراعة أعضاء أخرى مثل الكلى والكبد إلا أنه لا يشعر من تنقل له تلك الأعضاء بمثل ما يشعر به من ينقل له قلب، وهذا يثبت أن القلب - وليس الدماغ كما يشاع - هو مركز المشاعر والأحاسيس والعواطف، يدل على ذلك عدد من الآيات في القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى: (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور). الدكتور في جامعة القاهرة «سيد نافع» المتخصص في الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة يقول في تقرير نشرته صحيفة السياسة الكويتية بتاريخ 3 /7 /2014 إن عددا من الأطباء حول العالم لفتت انتباههم هذه الظاهرة الغريبة، حيث وجدوا أن المريض بمجرد أن يتم تغيير قلبه تتغير شخصيته وسلوكه وعواطفه ومشاعره.

فمثلا هناك طالبة في أمريكا كانت تدرس علم النفس تبلغ من العمر 28 عاما كانت تعاني من ضعف القلب منذ الولادة وبعدما جرى استبدال قلبها بقلب شخص آخر مات حديثا لاحظ الأطباء تغييرات عدة في شخصيتها وسلوكها فقد كانت لا تحب الألعاب الرياضية وفجأة بعد العملية أصبحت من المتابعين لكرة القدم، كما أنها كانت لا تأكل بعض أنواع المأكولات وبعد العملية صارت تفضل تلك الأنواع من الطعام، واتضح فيما بعد أنها من الأمور التي كان يفضلها الرجل الذي تبرع بقلبه!

طفل آخر تم استبدال قلبه بسبب خلل وراثي في عمل القلب وبعد العملية حدث خلل في الجانب الأيسر من دماغه، وعندما درس الأطباء حالته وجدوا أن الطفل الذي تبرع بقلبه كان لديه خلل في الجهة نفسها من الدماغ. وفي حالة أخرى قتل طفل فنقلوا قلبه لطفل آخر وإذا بالطفل الذي نقل له القلب يرى أحلاما مزعجة وبدأ يشعر وكأن شخصا يريد أن يقتله، وحينما سأله والداه عن أوصاف الشخص الذي يراه في الحلم روى لهما بدقة أوصافه، فوجدوا أن ذلك الشخص الذي يراه في الحلم هو الذي قتل الطفل المتبرع بقلبه. وهناك طفلة غرقت في مسبح وتبرع والداها بقلبها لزراعته في طفل آخر والعجيب أن أصبح الطفل الذي نقل له القلب يخاف من السباحة والنزول في الماء!

الدكتور «جاك كوبلاند» المتخصص في جراحة القلب أشرف على أكثر من 700 حالة زراعة قلب، ووجد أن غالبية هؤلاء المرضى حدثت لهم تغييرات في شخصياتهم وسلوكهم، لذلك قال: لا أستبعد أن يكون هناك شيء ما في هذا القلب نجهله تماما. وهناك عدد من الأطباء يؤكدون هذه الحقيقة لكن ليس لديهم دليل مادي ملموس على ذلك، ولم يجد العلماء إلا تفسيرا واحدا وهو أن في القلب مركز الذاكرة والمشاعر والأحاسيس والعواطف ويشرف على عمل الدماغ.

أخيرا، لم يستطع أحد من العلماء والأطباء المختصين أن ينفي علاقة القلب بالمشاعر والعواطف والأحاسيس والذكريات، فهم يعترفون بوجود هذه العلاقة - وإن كانوا في شك منها - ولكنهم ما زالوا يجهلون كيفية حدوثها، ولكننا كمسلمين ندرك يقينا أن القلب هو الذي يوجه الدماغ في عمله لأنه يتفق مع ما جاء في القرآن الكريم عندما أكد قبل أكثر من 14 قرنا في عدد من الآيات الكريمة أن القلب هو مركز العاطفة والتفكير والعقل والذاكرة.