قطر.. العزلة الضاغطة

إفشال الدوحة لوساطة الكويت يعيد الأمور إلى المربع الأول ويلغي المطالب الـ13
إفشال الدوحة لوساطة الكويت يعيد الأمور إلى المربع الأول ويلغي المطالب الـ13

الجمعة - 07 يوليو 2017

Fri - 07 Jul 2017

فصل جديد من التعنت القطري، بدا واضحا مع البيان المشترك الصادر عن الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، الذي أعلنت فيه أن المطالب الـ13 التي كان يتوجب على الدوحة الالتزام بها باتت ملغاة، وهو ما يؤشر إلى انعطاف المشكلة نحو التصعيد، خاصة بعد الرد القطري السلبي على تلك المطالب.



ودخلت المقاطعة الخليجية العربية لقطر أمس يومها الـ32 في ظل توقعات بتفاقم الخسائر الاقتصادية القطرية، وتوقع الخبير والمحلل السياسي سالم اليامي أن تركز الدول الأربع على تدابير تستند إلى المديين القصير والمتوسط، بما يعمق عزلة قطر ويدفع بها في نهاية المطاف إلى التعاطي بإيجابية مع القضية.



وكانت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، قد أعلنت في بيان مشترك بأنها «ستتخذ كل الإجراءات والتدابير السياسية والاقتصادية والقانونية بالشكل الذي تراه وفي الوقت المناسب بما يحفظ حقوقها وأمنها واستقرارها، وحماية مصالحها من سياسة الحكومة القطرية العدائية»، متهمة الدوحة بإفشال الوساطة الكويتية عبر تسريب المطالب الـ13 للإعلام، وإعادة الأمورإلى نقطة البداية.



ولم تعمد الدول الأربع للإفصاح عن شكل التدابير المتوقعة، والتي يتوقع أن تبدأ بالظهور مع اجتماع وزراء خارجيتها في المنامة خلال الفترة القليلة المقبلة.



وعن شكل الإجراءات والتدابير المتوقع أن تلجأ إليها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، قال اليامي في حديث لـ «مكة» إن إرهاصات تلك التدابير بدت واضحة بتشكيل الدول الأربع لتكتل يحمل اسم «الدول الداعية لمكافحة الإرهاب»، متبوعا باجتماع القاهرة والذي قيل إنه ستتبعه اجتماعات دورية، ما يعني أن هناك منظورا للعمل ربما يكون على المديين القصير والمتوسط ستواجه به تلك الدول الدوحة بمجموعة من الآليات.



وفي الوقت الذي ينتظر أن يزور فيه وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيرلسون الكويت خلال اليومين المقبلين، لبحث التطورات، لم يستبعد المحلل السياسي السعودي سالم اليامي أن تدفع واشنطن باتجاه إعادة إحياء الوساطة الكويتية، ولكن هذه المرة ستكون بشروط صارمة من الكويت التي تأذت كثيرا من سوء السلوك القطري مع وساطتها.



وقال اليامي إن الساسة القطريين مارسوا في الساعات الأخيرة من المهلة الممددة ما يمكن تسميته بالخبث السياسي ودرجة عالية من المراوغة، بدا ذلك جليا بتصريحات وزيري الدفاع والخارجية والتي أضرت بالمهلة المددة من جهة، ولم تسعف الكويتيين لإنجاح جهود الوساطة في اليومين الأخيرين من جهة ثانية.



أهم ملامح بيان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب

الدول المصدرة

• السعودية

• الإمارات

• البحرين

• مصر



موضوعه

• بيان مشترك تبعا لبيان اجتماع القاهرة بعد استلام الرد القطري من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد.



نقاطه الرئيسة

1 التأكيد بأن تعنت الحكومة القطرية ورفضها للمطالب التي قدمتها الدول الأربع يعكس مدى ارتباطها بالتنظيمات الإرهابية، واستمرارها في السعي لتخريب وتقويض الأمن والاستقرار في الخليج والمنطقة، وتعمد الإضرار بمصالح شعوب المنطقة، بما فيها الشعب القطري الشقيق.

2 التشديد على أن الحكومة القطرية عملت على إفشال كل المساعي والجهود الدبلوماسية لحل الأزمة، الأمر الذي يؤكد تعنتها ورفضها لأي تسويات مما يعكس نيتها على مواصلة سياستها الهادفة لزعزعة استقرار وأمن المنطقة، ومخالفة تطلعات ومصلحة الشعب القطري الشقيق.

3 تقديم جزيل الشكر والتقدير إلى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد على مساعيه وجهوده لحل الأزمة مع الحكومة القطرية، في إطار حرصه على وحدة الصف الخليجي والعربي.

4 استهجان انعدام اللباقة واحترام المبادئ الدبلوماسية التي أبدتها الحكومة القطرية تجاه المساعي الكويتية المشكورة، حيث تسربت قائمة المطالب، بهدف إفشال جهود دولة الكويت، وإعادة الأزمة إلى نقطة البداية، وذلك في استهتار واضح بكل الأعراف الدبلوماسية التي تستوجب احترام دور الوسيط، والرد عليه ضمن السياقات المتعارف عليها، وليس عبر وسائل الإعلام.

5 التأكيد أن المطالب المبررة المقدمة جاءت نتيجة لممارسات الحكومة القطرية العدائية، ونكثها المتواصل لعهودها وخاصة اتفاق الرياض الذي وقعت عليه قطر في 2013، والاتفاق التكميلي وآليته التنفيذية في 2014.

6 الاستغراب الشديد لرفض الحكومة القطرية غير المبرر لقائمة المطالب المشروعة والمنطقية، التي تهدف إلى محاربة الإرهاب، ومنع احتضانه وتمويله، ومكافحة التطرف بجميع صوره تحقيقا للسلم العالمي، وحفاظا على الأمن العربي والدولي.

7 التأكيد على ما ورد في البند الـ12 من القائمة الذي نص على أن: كل هذه الطلبات تتم الموافقة عليها خلال 10 أيام من تاريخ تقديمها، وإلا تعد لاغية، مع التأكيد على أن هذه المطالب تهدف إلى محاربة الإرهاب، ومنع احتضانه وتمويله، ومكافحة التطرف بجميع صوره؛ تحقيقا للسلم العالمي، وحفاظا على الأمن العربي والدولي.



8 التشديد على أن الشعب القطري جزء أصيل من المنظومة الخليجية والعربية، وأن الإجراءات التي اتخذتها الدول الأربع موجهة للحكومة القطرية لتصحيح مسارها الساعي إلى:

1 تفتيت منظومة مجلس التعاون الخليجي والأمن العربي والعالمي.

2 زعزعة استقرار دول المنطقة والتدخل في شؤونها مما يشكل انتهاكا صارخا لحقوقها السيادية التي كفلها القانون الدولي وفقا للنظام الأساسي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وميثاق جامعة الدول العربية، وميثاق منظمة التعاون الإس المي، وميثاق الأمم المتحدة،والأعراف التي تقوم عليها العلاقات بين الدول، وذلك من خلال:

• تدخلها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.

• زعزعة أمنها واستقرارها؛ بهدف نشر الفوضى والدمار، وتقويض أمنها الداخلي.

• دعمها وتمويلها لتنظيمات مصنفة إقليميا ودوليا ككيانات إرهابية، في انتهاك صارخ لما يمليه عليها القانون الدولي من وجوب التعاون الوثيق في محاربة

الإرهاب، وتنفيذ الاتفاقات الإقليمية والدولية ذات الصلة، ومخرجات القمة الإسلامية الأمريكية المنعقدة في الرياض بحضور 55 دولة إس المية، والولايات المتحدة الأمريكية.



منع مرور سفن قطر بالمنطقة الاقتصادية في السويس

أعلن رئيس هيئة قناة السويس رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس المصرية أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والموانئ التابعة لها ملتزمة بتنفيذ قرارات منع السفن القطرية من المرور في هذه الموانئ أو دخولها، حرصا على الأمن القومي المصري.



ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط أمس عن مهاب مميش قوله «إن ذلك يأتي في ضوء قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر، وتنفيذا لقرارات الدولة المصرية بشأن وقف التعامل مع قطر».



وأضاف أن أية قرارات صادرة من الدولة المصرية بشأن هذا الأمر تسري على جميع الموانئ التابعة للمنطقة الاقتصادية لأنها مياه إقليمية، تحكمها الدولة المصرية في مرور السفن من عدمه، لكن لا يسري الأمر على قناة السويس.



السفارة الألمانية في الرياض: وزير الخارجية لم يصرح لـ«الجزيرة»

نفت السفارة الألمانية في السعودية صحة مزاعم قناة الجزيرة القطرية، عن تصريحات لوزير الخارجية الألماني سيجمار جابريل حول موقف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب من قطر، وذكرت السفارة في بيان لها أصدرته أمس الجمعة: «وفقا للمعلومات التي وردتنا حول ما يشاع عن تصريحات وزير الخارجية الألماني سيجمار جابريل حول قطر، نود توضيح الآتي:

لم يدل وزير الخارجية الألماني بأي تصريح لقناة الجزيرة.



نشرت وكالة «رويترز» تصريحا لوزير الخارجية الألماني قال فيه «المسألة الحقيقية في الوقت الحالي أنه يجب على قطر وقف دعم وتمويل الإرهابيين والتدخل في الشؤون الداخلية للدول».



وفي تصريح آخر له عن المطالب التي تقدمت بها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب قال وزير الخارجية الألماني «لم نجد أيا من المطالب المقدمة يمس سيادة دولة قطر».