جازان ومحمد عبده

الجمعة - 07 يوليو 2017

Fri - 07 Jul 2017

من يرجع لنقاش نشرة الرابعة على قناة العربية ما بين المتألق المذيع خالد مدخلي وفنان العرب محمد عبده يجد متعة في الحوار الفني، ولكن دعونا نسلط الضوء على سؤال المدخلي عندما قال بالحرف الواحد لفنان العرب (جازان لها فضل عليك، متى نراك هناك؟) كان جواب عبده مقنعا للبعض وغير مقنع لأهالي جازان عندما قال جازان لا يوجد بها مسرح غنائي متكامل وهناك مسارح متهالكة لم تجد العناية اللازمة خلافا لما نشاهده بحال مسرح المفتاحة بأبها الذي يعد صرحا ومعلما على مستوى الشرق الأوسط! قد نتفق مع عبده فيما يقول وقد نختلف، ولكن لا بد أن يدرك فنان العرب أن جازان لا تحتاج لمسارح ضخمة فهي مدرسة فنية مستقلة بحد ذاتها خاصة إذا ما علمنا أن بداية فنان العرب الفنية كانت من جازان، وذلك من خلال الجلسات الخاصة والمناسبات الاجتماعية. فهي لها أفضال جمة على أبنائها لا تعد ولا تحصى، وليس ذنب أهلها أن يحرموا من مشاهدة أبنائهم لأجل تخاذل وتقاعس أمانتها وأنديتها الأدبية في عدم المطالبة بإنشاء مسرح ضخم يليق بسمعة المنطقة التي خرج منها كبار نجوم الفن، جازان لا تحتاج جدولة كما تقول يا فنان العرب بتصريح من هيئة الترفيه رغم إيماننا بدورها المتميز، ولكن هناك أوليات لا تحتاج لجدولة ولا حتى لمواعيد، هل تناسيت حفلاتك في الدرب سنة 1404عندما غنيت لجماهيرك في الهواء الطلق دون تنظيم يذكر؟ وكذلك حفلاتك في المغرب وجرش وغيرهما؟ ، جازان التي خرجت منها ستبقى فخورة بأبنائها، فهذا أنت تتساقط دموعك مع كل لقاء وحفلة عندما تشدو بأغنيتك (مثل صبيا) أو يمر اسمها عليك، تلك المدينة الحالمة مسقط رأسك التي دائما ما تتذكرها كثيرا من خلال لقاءات فنية قديمة وثقها على اليوتيوب محبوك من صبيا لتكون شاهدة على تاريخك الفني الطويل الذي يقدره أهل جازان قبل غيرهم. رفقا يا عبده بجازان التي تعشقها وتتناساها ما بين لحظة وثانية فهذا التناقض لا يمكن أن نبرره إلا بأن هناك مشكلة خافية لا نعلم تفاصيلها، كنت أتمنى كغيري أن تنفض غبار الخجل وترمي خلف ظهرك تلك الضغوط التي تنتابك من حين لآخر، فما أنت فيه كان بفضل الله ثم بفضل جازان وأهلها الذين دعموك في بداية حياتك الفنية، ومن الواجب عليك رد هذا الدين ولو بعمل حفلة مخصصة في جازان، وسترى جماهيرك هناك سيأتون من كل حدب وصوب وستشاهد أعدادا لا يمكن لأي مسرح في العالم أن يستوعبها، أما إذا كان التفكير ماديا فأعتقد أن تلك المحبة التي غمروك بها لا تشرى بثمن، ومن الصعب أن نرى إنسانا يشتري أناسا كانوا بعد الله عونا لما وصلت إليه، فأنت ولله الحمد والمنة لا تنقصك أموال حتى تعيد البهجة والبسمة لمن حملوك فوق أكتافهم ذات يوم وصبروا عليك.

المذيع خالد مدخلي من أبناء المنطقة كان في جعبته الكثير من الأسئلة ولكن لم يستطع قول الكثير حتى لا يحرج ابن عمومته على الهواء، وأحسست ما في قلبه من عتب ومحبة لفنان العرب وإني على ثقة أن ما كان يحمله مدخلي هو نفس ما يحمله كل قلب عاشق لفنان العرب خاصة من جازان لابنهم الحاضر الغائب ، الحاضر في أغانيهم وسهراتهم ومناسباتهم والغائب عن أعينهم وأرواحهم.

ستبقى ذلك الابن المهاجر وسينتظر خلانك وأحبابك وأصحابك عودتك لتصدح عشقا وطربا لهم في سماء مدينة صنعت كبار النجوم وقدموا لجازان الكثير، مدينة قدمت لنا محمد عمر، صالح خيري، عبدالمجيد عبد الله، محمد زيليعي، إبراهيم حكمي والموسيقار عبده مزيد.. والقائمة تطول في حضرتها، ولا عذر لك في زيارتها فأنت لها البدايات وآخر ساحل وميناء.

ومضة:

من سنين والعين تتمنى لقاكم

والخيال يمضي ويتسنى رضاكم يا ضنين

ما كفاكم يا حبايب ما كفاكم ذا الحنين.