عبدالغني القش

الحكومة القطرية.. واستغلال الآلة الإعلامية!

الجمعة - 07 يوليو 2017

Fri - 07 Jul 2017

ردت قطر سلبا على قائمة المطالبات التي تقدمت بها الدول المقاطعة، في إجراء يثبت العجرفة وغياب الحكمة، ويؤكد أن العبث بات يجري في عروق من استحسنوه، وبالتالي فهم لا يريدون الحياد عنه.



وفي الوقت الذي يتابع فيه العالم تفاصيل قضية مقاطعة قطر والتي بدأت تفاصيلها واضحة للعيان، فهي لا تحتاج لمزيد تبيان، وأصبح المجتمع الدولي الآن مطالبا بالتعامل مع الجهات الممولة للإرهاب وسياسة قطر التخريبية في المنطقة والتي امتدت لسنوات، نفد من خلالها الصبر وانتفت فيها كل مجالات الحكمة والتأني والتروي، ولم يعد يجدي معها لين الجانب واعتبارات الجوار والأخوة.



والملاحظ أن الآلة الإعلامية القطرية لا تزال تواصل تزييفها للحقائق وتضليلها للرأي العام، من خلال تركيزها المتواصل والمكثف على قائمة المطالبات وتصورها بصور عجيبة، وتعزف على وتر المشاعر في محاولة بائسة لاستدرارها وكسب المزيد من التعاطف معها، متجاهلة السبب الحقيقي وراء هذه المطالبات والأسباب التي أدت إلى اتخاذ قرار المقاطعة في الأصل.



وهذا يحتم على إعلامنا وإعلام الدول المقاطعة جميعا الرد وبنفس الطريقة لبيان الحقيقة وكشف الجانب الذي تحاول الآلة الإعلامية القطرية إخفاءه أو تجاهله؛ وتلبس على المتابع لها أنها باتت تحت حصار وتصفه ظلما وبهتانا بالجائر، ناهيك عن وصف الدول المقاطعة بأوصاف لا تليق.



إن الشمس لا يمكن تغطيتها بغربال، والحق أبلج، والباطل لجلج، والدور الآن على وسائل إعلامنا لإثبات مقدرتها على مواجهة مثل تلك الحملات المغرضة والتقارير الباطلة التي تحاول عبثا تغيير الحقائق وهو ديدن تلك القناة التي أثبتت للعالم تحيزها لكل محاولات الإرهاب والتخريب في عدد من البلدان، ومع أنه تم كشف حقيقتها وإبراز الداعمين لها والممولين لتقاريرها ومراسليها في كل بلد تم التدخل في شؤونه، إلا أنها ما زالت تواصل مسلسل التغرير بالمشاهد ووضعه في مواضع الأكاذيب والتزييف من خلال آلتها وتقاريرها ومشاهدها المفبركة وغيرها من الأساليب التي تم الوصول إلى حقيقتها وبيان زيفها وضلالها.

المفترض أن تواجه الآلة الإعلامية القطرية بموجة قوية من الإعلام في الدول المقاطعة لتبرز للعالم الموقف على حقيقته ولتثبت زيف ما يتم نشره هناك، سواء في الإعلام القطري أو الموالي له في إيران وغيرها من دول مع بالغ الأسف.



وبلاد الحرمين يجب أن تكون في منزلتها اللائقة دوما، فهي التي تحمل كلمة الحق وتجعلها على رايتها، وتقوم بإعانة الدول في العالم أجمع، ولا تستفيد من مقاطعة دولة من دول الجوار وتتصف بأنها تحمل نفس الديانة والعرق العربي، لكن الإنسان في بعض الأحيان يضطر لبتر جزء من جسده إذا ثبت ضرره، وبالتالي فلا مناص حينئذ من اتخاذ قرار ربما يكون مؤلما بل وموغلا في الإيلام.



على إعلامنا مسؤولية كبيرة في بيان حقيقة الموقف وبدقة، ومتابعة ما يجري بشكل سريع ومتواصل، حتى يكون المتابع على بينة، ولتتضح له الصورة بجلاء، والتعامل بشفافية مطلقة مع كل التفاصيل، وما حدث هذا الأسبوع من اعتذار خادم الحرمين الشريفين أيده الله عن حضور قمة العشرين كان مدعاة لاستغلاله من قبل بعض الإعلام المعادي، وكان يفترض التركيز عليه من قبل إعلامنا حتى تنتفي كل تلك الادعاءات الباطلة.



إن مواجهة مثل تلك الموجات الإعلامية تحتاج لمهنية عالية، من خلال تقارير احترافية وآراء السياسيين المتخصصين، وتكثيف تام لمثل هذه التحليلات والندوات واللقاءات، وتسليط الأضواء على ما يجري في الساحة أولا بأول، فإقناع المتابع ليس بالأمر السهل ولا الهين، ولا يتأتى إلا من خلال جهود مضنية ومكثفة، وباحترافية متميزة ومهنية عالية، وهو ما نرجوه من وسائل إعلامنا وإعلام الدول المقاطعة في قابل الأيام.



[email protected]