ناصر عليان الخياري

كابوس الحفر والمطبات

الخميس - 06 يوليو 2017

Thu - 06 Jul 2017

من أهم ما يميز المدن شوارعها، فكل مدينة تزورها في العالم، تكون الشوارع بحلتها واجهة أولية، إذ تترك انطباعا مباشرا للنظرة العامة لتلك المدينة، فهي انعكاس لحسن التخطيط أو فشله، ودقة الترتيب والتنظيم. فالشوارع الفسيحة من الأمور المرتبطة بالتخطيط المسبق، لذا فإن بعض الأماكن قد أصبحت مساحات شوارعها ضيقة بسبب الكثافة السكانية، وهنا يمكن تفهم صعوبة الحلول وتعقيدات المعالجة. ترصد لإنشاء الطرق والشوارع، ميزانية ضخمة، كما ترصد لصيانتها ميزانية كافية، وأيضا ميزانية أخرى للنظافة.

تمر تلك المشاريع بلجان لإقرار المناقصات، ويعمل مهندسون ومراقبون على تنفيذ تلك المشاريع على أرض الواقع. ذلك الواقع الذي يتحول إلى كابوس في حياة السالكين لهذه الشوارع. فالمطبات الصناعية المتناثرة كأنها جبال في أول الشارع ووسطه وآخره، معظمها وضع بطريقة عشوائية بعيدة عن الالتزام بالمعايير الصحيحة، والأشد نكسة أنها تخلو من أي علامة تحذيرية، وكأنها فخ وضع لتدمير سياراتنا وإلحاق الضرر بها. بالتأكيد أن الجهات المسؤولة لا تتعمد ذلك، لكن هناك مشكلة حقيقية في من يشرف ومن ينفذ ومن يراقب أيضا، فتحولت الأهداف الوقائية الجميلة والغايات المقصودة بوضع المطبات الصناعية إلى أدوات تضر بالناس وبمركباتهم. ليست العبرة بالضرر فقط؛ بل في استمرار هذا الخلل في تنفيذ مطبات صناعية مخالفة للمعايير، ولا أعرف هل يتم إسناد التنفيذ إلى مؤسسة مقاولات ويكتفى بذلك دون مراجعة ومراقبة لجودة التنفيذ؟

في نومتك الهانئة تطاردك الحفر في أحلامك، يخفق قلبك بعنف حين ترتطم سيارتك بحفرة صغيرة عنيفة، تكاد تمزق ركب سيارتك ومقصاتها، وبشكل مفاجئ تروغ بسيارتك عن حفرة عميقة نخرتها المياه منذ فصل الشتاء الماضي ولم يتم ردمها! وربما لن يتم ردمها حتى تحدث فاجعة كفاجعة حفرة بلقرن! في المقابل تموت الفرحة بالشارع الجديد الناعم الأسود، حين تأتي شركة لتمزق أديمه المستوي بحفريات، ثم تعود لتردمه وتتركه مرقعا بصورة مخالفة للمعايير وبعمل عشوائي بدائي فيظهر الشارع مرقعا ما بين منخفض ومرتفع تتأرجح كفرات السيارة ذات اليمين والشمال. أيام قليلة وتبدأ التشققات تظهر بهذا الشارع المشوه، ثم تتوالد الحفر وكأن مهمة تلك المؤسسة هي التخريب فقط.

أليست هذه صورة من صور الهدر؟ أليس بالإمكان إيجاد حل لهذا الكابوس المزعج؟

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال