رباعي السلام يزلزل شرعية قطر

بيان رباعي يضرب شرعية الدوحة: لا مكان في المجتمع الدولي لأي كيان متورط بالإرهاب
بيان رباعي يضرب شرعية الدوحة: لا مكان في المجتمع الدولي لأي كيان متورط بالإرهاب

الأربعاء - 05 يوليو 2017

Wed - 05 Jul 2017

بدا واضحا عدم اكتراث الدوحة بمسألة تبديد هواجس ومشاغل الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، حيال أدوارها السلبية المضرة بالأمن القومي الخليجي والعربي، وهو ما دفع السعودية ومصر والإمارات والبحرين إلى أن تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في مواجهة كل أشكال التطرف والإرهاب، وذلك على ضوء الرد القطري الذي وصفته بـ»السلبي» تجاه مطالبها الـ13، عادة دعم التطرف والإرهاب والتدخل بالشؤون الداخلية ليسا قضية تحتمل المساومات والتسويف، محددة 6 مبادئ رئيسة على الدوحة أن تلتزم بها لضمان إنهاء علاقتها بالإرهاب.



وفي ختام اجتماع مطول احتضنته القاهرة أمس، وشارك به وزراء خارجية الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري أن الرد القطري الذي تلقته الدول على مطالبتها الـ13 «كان سلبيا وفارغا من أي مضمون»، وهو ما قال إنه يعكس تهاون وعدم جدية من الدوحة في التعاطي مع جذور المشكلة وعدم استيعاب حجم وخطورة الموقف، لافتا إلى أنه قد فاض الكيل وأنه لا بد من الحسم في مواجهة التحدي الإرهابي ومن يرعاه.



وأكد بيان الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب الذي تلاه شكري في بداية مؤتمر صحفي مشترك جمعه بنظرائه السعودي عادل الجبير والإماراتي عبدالله بن زايد والبحريني خالد آل خليفة، أن الوقت قد حان ليتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه علاقة قطر بالمجموعات الإرهابية، وأنه لم يعد هناك مكان لأي كيان أو جهة متورطة في ممارسة أو دعم أو تمويل التطرف والإرهاب في المجتمع الدولي أو كشريك في جهود التسوية السلمية للأزمات السياسية في المنطقة.



وتتحدث المبادئ الستة التي توافق عليها وزراء خارجية الدول الأربع عن ضرورة أن تلتزم قطر بمكافحة التطرف والإرهاب بكل صورهما، ومنع تمويلهما أو توفير الملاذات الآمنة لهما، وإيقاف كل أعمال التحريض وخطاب الحض على الكراهية، والالتزام الكامل باتفاق الرياض لعام 2013 والاتفاق التكميلي في 2014 في إطار مجلس التعاون، والالتزام بكل مخرجات القمة العربية الإسلامية الأمريكية المنعقدة في الرياض بخصوص مكافحة الإرهاب، والامتناع عن التدخل بالشؤون الداخلية للدول ودعم الكيانات الخارجة عن القانون، وأن على كل دول المجتمع الدولي مسؤولية في مواجهة أشكال التطرف والإرهاب كافة.



وفيما أعربت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب عن جزيل شكرها وتقديرها لأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على مساعيه وجهوده لحل الأزمة مع قطر، أعربت كذلك عن تقديرها لموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشأن ضرورة منع التطرف والإرهاب والقضاء عليهما، وعدم التسامح مع أية انتهاكات تحصل بهذا الخصوص.



وكان من اللافت إعلان وزير الخارجية المصري أن بيان الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، لا يعد ردا على البيان القطري السلبي الذي تلقته على مطالبها الـ13، وأنه تم الاتفاق على تواصل عمليات التشاور بين الدول الأربع، حيث تقرر أن يكون اجتماعهم المقبل في العاصمة البحرينية المنامة، إذ من المنتظر - بحسب الوزراء، اتخاذ عدد من القرارات بعد دراستها بعناية.

وأمام ذلك، أكد وزير خارجية الرياض عادل الجبير أن المقاطعة السياسية والاقتصادية ستستمر، وأن الخطوات المقبلة في هذا الاتجاه سيتم اتخاذها بالتشاور.



وقال الجبير إن البيان الرباعي الذي خرج في ختام اجتماعات القاهرة أمس لا يعد ردا على الرد القطري، لافتا إلى استمرارية التشاور بين الدول الأربع، مؤكدا حقها السيادي في اتخاذ أي إجراءات تتماشى مع القانون الدولي، وأن أي إجراءات ستتخذ سيعلن عنها. وشدد الجبير على أن «الإجراءات التي اتخذتها الدول الأربع بحق قطر كانت مؤلمة لنا»، ولكنها جاءت بسبب دعمها للإرهاب والتطرف والتدخل في شؤون دول المنطقة والتحريض ونشر الكراهية، لافتا إلى أن كل هذه الأمور يجب إيقافها، وهي ليست مطالب الدول الأربع فقط بل مطالب المجتمع الدولي بأكمله.



وفي تعليقه على تقرب إيران من قطر في ظل الأزمة الحالية، لم يجد الجبير غرابة في ذلك. وقال «إيران هي الدولة الأولى الراعية للإرهاب فهي بالتأكيد ستدعم أي دولة تدعم الإرهاب».

أما عن الموقف التركي، فقد أفاد وزير الخارجية السعودي بأن الأتراك أفادوا بأنهم على الحياد، مؤملا أن تستمر أنقرة بهذا الحياد، لأن الأزمة تتعلق بشأن خليجي أولا، وهو موضوع يهم العالم بأسره الذي يتطلع لوقف دعم الإرهاب ونشر التطرف والكراهية ومنع التدخل في شؤون الآخرين.



وتحدث الجبير بشكل مطول عن خطر الجماعات الإرهابية التي تريد بلاده وحليفاتها الثلاث أن توقف قطر دعمها لها، مبينا أن هدفها السيطرة على مكة المكرمة والمدينة المنورة لكي تتمكن من مخاطبة مسلمي العالم.



وانتقد وزير الخارجية السعودي لعب الدوحة على المتناقضات. وقال «لا نتوقع من قطر وهي حليف لمجلس التعاون والجامعة العربية وهي تستضيف قاعدة جوية تطير منها الطائرات لقصف داعش، أن تتورط في دعم شبكات إرهابية وممولي الإرهاب، وتتغاضى عن الإرهابيين الذين يجندون الشباب»، لافتا إلى أن الدول الأربع لا تريد إيذاء قطر بل مساعدتها، معلنا رفض بلاده للتسامح مع المتطرفين، كما كان يحدث في أوروبا تحت مظلة حرية الرأي، لافتا إلى أن الأوروبيين بدؤوا يدركون خطر خطاب الكراهية المؤدي للعنف.



ولم تغب التساؤلات حول ما إذا كانت هناك نية خليجية لتعليق عضوية قطر في مجلس التعاون عن سياق المؤتمر الصحفي الذي شارك به الوزراء الأربعة. وأمام ذلك أكد وزير خارجية المنامة الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن هذا الموضوع سيكون على طاولة البحث بدول مجلس التعاون الخليجي، لافتا إلى أن القرارات الخليجية ليست متسرعة في مثل هذه الأمور، وأن كل شيء سيكون في وقته وسيدرس بعناية.



ووضع الوزير البحريني تنظيم داعش ودولة إيران وجماعة الإخوان على رأس القائمة التي تهتم دول الخليج بمكافحتها والحد من أنشطتها الشريرة. وعن جماعة الإخوان تحديدا قال «هؤلاء أضروا بمصر واستباحوا دماء الشعب المصري وأضروا بالدول الخليجية وتآمروا عليها، وعلى هذا الأساس نعدهم جماعة إرهابية، وأي شخص سيبدي تعاطفا معها سيحاكم على هذا الأساس».

بدوره، أعلن وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد عن تطلعه لإمكانية الاستفادة من المؤسسات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة لمواجهة الإرهاب المدعوم من قطر. غير أنه شدد على أن الدول الأربع دول ذات سيادة، ولديها الإمكانات الفردية والجماعية لحماية نفسها وشعوبها ومواجهة الإرهاب والتطرف.



وبدا عبدالله بن زايد آسفا لعدم وجود بوادر حقيقية من الدوحة حتى بعد ردها أمس، تثبت أنها مهتمة بأشقائها ومحيطها، لافتا إلى أن الصبر قد طال أمام ممارساتها التخريبية، واهتمامها بالتطرف والتحريض والتخريب والإرهاب، مضيفا بالقول «قطر أثبتت أن هوايتها رسم الحزن في وجوه الناس وأن ترى الدم والخراب، وحتى تقرر تغيير المسار من الدمار إلى الإعمار سنبقى في حالة انفصال عنها».



ماذا قال الوزراء في مؤتمرهم المشترك؟

ليس مستغربا أن تدعم إيران الدول الأولى في دعم الإرهاب دولة تدعم الإرهاب مثلها

عادل الجبير



لقد أثبتت قطر أن هوايتها رسم الحزن ومشاهدة الدماء والخراب وحتى تغير سياساتها سنكون منفصلين عنها

عبدالله بن زايد



الإخوان المسلمون أضروا بمصر وتآمروا على دولنا وأي شخص يتعاطف معهم سيحاكم على هذا الأساس

خالد آل خليفة



لقد فاض الكيل من قطر ولا بد من الحسم في مواجهة التحدي الإرهابي ومن يرعاه

سامح شكري



لماذا اجتمعت الدول الأربع الداعية للإرهاب في القاهرة؟



للتشاور حول الجهود الجارية لوقف دعم دولة قطر للتطرف والإرهاب وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية والتهديدات المترتبة على السياسات القطرية للأمن القومي العربي وللسلم والأمن الدوليين.



على ماذا جرى التأكيد؟

1 أهمية الالتزام بالاتفاقات والمواثيق والقرارات الدولية والمبادئ المستقرة في مواثيق الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي

2 أن دعم التطرف والإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية ليسا قضية تحتمل المساومات والتسويف وأن المطالب التي قدمت لدولة قطر جاءت في إطار ضمان الالتزام بالمبادئ الستة الموضحة، وحماية الأمن القومي العربي والحفاظ على السلم والأمن الدوليين ومكافحة التطرف والإرهاب وتوفير الظروف الملائمة للتوصل إلى تسوية سياسية لأزمات المنطقة التي لم يعد ممكنا التسامح مع الدور التخريبي الذي تقوم به دولة قطر فيها

3 التدابير المتخذة والمستمرة من قبلها هي نتيجة لمخالفة دولة قطر لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وتدخلاتها المستمرة في شؤون الدول العربية ودعمها للتطرف والإرهاب وما ترتب على ذلك من تهديدات لأمن المنطقة



تعرف على المبادئ الستة المطلوب من قطر الالتزام بها

1 الالتزام بمكافحة التطرف والإرهاب بكل صورهما ومنع تمويلهما أو توفير الملاذات الآمنة لهما

2 إيقاف كل أعمال التحريض وخطاب الحض على الكراهية أو العنف

3 الالتزام الكامل باتفاق الرياض لعام 2013 والاتفاق التكميلي وآلياته التنفيذية لعام 2014 في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربي

4 الالتزام بكل مخرجات القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي عقدت في الرياض في مايو 2017

5 الامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول ودعم الكيانات الخارجة عن القانون

6 مسؤولية كل دول المجتمع الدولي في مواجهة كل أشكال التطرف والإرهاب بوصفها تمثل تهديدا للسلم والأمن الدوليين