مانع اليامي

انتقد الحكومة ولا تشد بالجهود

الثلاثاء - 04 يوليو 2017

Tue - 04 Jul 2017

على مستوى الوطن العربي، النتيجة الإشكالية في امتداد العنوان هي أن نقد أصحاب الرأي أو الخبرة الحكومة – أي حكومة - متى لزم الأمر لم يعد بحسب تقديراتي ذلك الموقف المؤدي إلى النتيجة الإيجابية المرغوبة عطفا على اصطفاف المندسين في مواقع التواصل الاجتماعي خلف كل حالة نقد واستثمارها للفوضى، وأحيانا كثيرة لإظهار الناقد في ثوب البطولة والرقص حوله لتشجيع غيره على الظهور. هذا الوضع ينتشر في بعض دول الخليج العربي كما يبدو، والمتوقع بقوة أنه يحرف النقد عن مساره ويسهم في إبطال مفعوله. رأيي أنه ينزع منه القدرة على لفت نظر الجهة المعنية إلى وجود خلل أو اعوجاج يستوجب التسوية. والخلاصة أن المسألة من كل جوانبها وهي بهذا الحال لا تنفع الناس ولن تحقق لهم شيئا في النهاية، وهذا هو الأقرب إلى الواقع.



ثمة مجتمعات، وحتى يستقيم الحديث نقول البعض منها، يمر بحالة تحول لا تدرك خطورتها، تستثمر شؤونها في مواقع التواصل الاجتماعي على أيادي مجهولين يظهرون الانتساب الصرف إلى المجتمع ويحومون حول إثبات الإخلاص له عبر أساليب ملتوية تظهر الدولة في الموقف الخطأ. والسؤال: ما هي الفائدة من شد الحبل بين الدولة والمواطنين ومن المستفيد؟ تفتيش جيوب هذا السؤال ضرورة.



في منصات التواصل «البرقع» متاح للجميع، ولكن للعقلاء أن يتأملوا أولئك الذين يشككون في الدولة هنا أو هناك ويقللون من جهود رموزها، يحاربون الإشادة بالجهود وينكرون المنجزات، ومعهم أولئك الذين يزعمون الدفاع عن الحقوق، مثلا، أليس الثابت أن الحقوق معلومة على أي مستوى، فهل يجوز أن يدافع المجهول عن المعلوم؟ وكيف يمكن أن تتحقق مشروعية الدفاع أو لنقل المطالبة ومحرك الدعوى مجهول، أو مجهولون يتسوقون في منصات الإعلام المفتوحة؟ هنا تجدر الإشارة إلى أن أكثر الشعوب التي عمتها الفوضى وما زالت تحت ضغطها كانت ضحية محركات مجهولة لها حساباتها الخاصة.



في الختام، النقد البين الذي يهدف إلى تمتين المصالح العليا، أو يصب في مصلحة العدالة الاجتماعية أو خلاف ذلك ويقف خلفه شخصية معلومة أقوى وأصوب من همز المجهول ولمزه. باختصار المجتمع الذي ما زال يتحرك على وقع أقدام مجهولي الهوية رغم التحديات التي تمر بها المرحلة سيتواجه مع نفسه في دائرة مجهولة معزولة طال الزمان أو قصر.. وبكم يتجدد اللقاء.



[email protected]