عبدالله المزهر

أعداء الأخضر الممثلون الشرعيون للقبح!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاثنين - 03 يوليو 2017

Mon - 03 Jul 2017

زرعت بضع شجيرات في فناء منزلي ـ أستخدم الكلمة تجاوزا لأنه في الحقيقة ليس لي ـ ومذ ذاك بدأت أشعر بنوع من الصداقة الغريبة مع هذه الشجيرات، وأتابع نموها بطريقة أزعجت حتى أهل بيتي الذين يعتقدون أني مهتم بتربية الأشجار أكثر من اهتمامي بتربية أبنائي.



ثم إن هذه الصداقة جعلتني أصبح أشد ملاحظة للعداوة الغريبة هي الأخرى بين أمانات المدن والأشجار، تشعر أن هناك ثأرا قديما بينهما، يتعامل كل أمين جديد مع الشجرة وكأنها كانت تنافسه على منصبه فيقرر التخلص منها أولا ومن ثم يهتم بما عدا ذلك من أمور إن وجد وقتا للاهتمام.



أذكر في المنطقة الشرقية شوارع كانت تحفها الأشجار من الجانبين، وكان منظرها بديعا ثم اختفت الأشجار ولم تتسع الشوارع.



والمسألة لا علاقة لها بالمياه وشحها فالبدائل كثيرة. والأشجار التي يمكن أن تلائم البيئة كثيرة وموجودة وليس من ضمن مهام الأمانات ـ ولله الحمد ـ اختراعها أو إجراء الكثير من الأبحاث والدراسات للوصول إليها.



لكنه الخذلان و»قلة الدبرة» وانعدام الإحساس بالجمال.



هذا ما يفعله أمناء المناطق التي لا تنبت فيها الأشجار بشكل طبيعي، أما الذين تنبت لديهم الأشجار بفضل الله وحده فقرروا أن يعاقبوا الطبيعة، وأن يرغموها على تبني ما لا تريد ولا تحب.



تخيلوا مثلا أن أمانة عسير قررت «تشجير السودة»، وهي التي تحتاج منهم فقط أن يبعدوا أيديهم عن أشجارها التي وهبها الله.



وأمانة عسير وفقهم الله لديهم أشياء جيدة لكنها في غير مكانها، فهم حين يقررون التشجير يزرعون النخيل في السودة، وقد يقول قائل إن زيادة الخير أفضل من نقصانه. وهذه فكرة لا تبتعد كثيرا عن فكرة أن يقرر أحدهم أن يرعى قطيعا من الحيتان في صحراء الربع الخالي لاعتقاده أن الكلأ فيه كثير. وحين يقررون صيانة المنشآت السياحية يغلقونها ويبدؤون العمل في بداية موسم الصيف. وهذا أمر مرده علة جميع الأمانات ـ إلا ما رحم ربي ـ وهي «قلة الدبرة».



وعلى أي حال..



قد لا أكون مصيبا في حب اللون الأخضر، ولذلك بدا لي أن أقلع شجيراتي الصغيرات وأحول فناء منزلي إلى ساحة للتزلج على الجليد، فلست أقل عبقرية ممن يزرعون النخيل في السودة.