عبدالمطلوب مبارك البدراني

شباب البومب والهجولة!

الاثنين - 03 يوليو 2017

Mon - 03 Jul 2017

العمل الفني رسالة لا بد أن تفيد المجتمع، وغالبا ما تأتي بالأشياء الجميلة والقدوة الحسنة، وإذا ورد فيها شيء من السلبيات والأفعال غير المرغوب فيها يجب التنبيه على أضرارها في صورة درامية مفهومة وتصويبها، والعمل على الحد منها ومنعها، واقتراح البديل الإيجابي لها والوقاية منها، لأن الوقاية خير من العلاج كما يقال.

هناك مسلسلات غير هادفة تأخذ الوقت الكثير من المتابعين لها، وقد تغير حياتهم إلى الأسوأ، وخاصة أبناءنا الذين يتأثرون بتلك المسلسلات. طلب مني البعض الكتابة عن برنامج شباب البومب الذي يقدر متابعوه بالملايين، ومع أنني قليل المتابعة للمسلسلات والبرامج التلفزيونية، وخاصة ما يعرض في رمضان، إلا أنني تابعت عدة حلقات من هذا البرنامج الذي وجدته وبصراحة يصور الشباب السعودي على أنه غير مبال، يقضي أغلب وقته خارج المنزل وفي الطرقات، ويظهر الصورة السيئة ربما تكون بدون قصد لإضفاء البسمة لدى المتلقي، وإدخال السرور والبهجة على قلوب الشباب المهووسين بهذا البرنامج، وبالسيارات التي هي همهم الأول والأخير على مدار اليوم. وكذلك هناك حلقات مقززة وألفاظ سوقية وغريبة على مجتمعنا. هذا البرنامج سيئ ساذج ومن أسوأ ما شاهدته من مسلسلات في تاريخ الفن لدينا.

عندما نتحدث عن الإيجابيات والسلبيات في مسلسل يجب أن نظهر السلبيات بصورتها البشعة والمقززة، ونظهر الإيجابيات بصورتها الجميلة الرائعة، ونحاول في النهاية تقزيم السلبيات ومعالجتها، وإظهار الإيجابيات للمتلقي حتى يتم تقليدها، أما الإفراط في الكوميديا والضحك على السلبيات فقط فيعطي نتيجة عكسية، ويقلد المراهقون ما شاهدوه فقط، لذا أرى أنه يجب أن يعاد النظر في هذا المسلسل وتعاد صياغته في صورة درامية متزنة ومفهومة.