مختصون: رفض البنوك العالمية للريال انعكاس خطير لوضع الاقتصاد القطري

الاحد - 02 يوليو 2017

Sun - 02 Jul 2017

أكد مختصون شوريون وماليون أن رفض بنوك بريطانية وأوروبية عالمية التعامل بالريال القطري انعكاس خطير للوضع الذي وصل إليه الاقتصاد القطري في ظل المقاطعة الخليجية، وينذر بعواقب أكثر سوءا لمستقبل الوضع المالي والاقتصادي لهذه الدولة، مشيرين إلى أن هذه الخطوة من البنوك الأوروبية القيادية ستتبعها فيها بنوك ومؤسسات مالية عالمية أخرى، مما يفقد العملة القطرية مزيدا من قيمتها في البيع الآجل، حيث فقدت حتى أمس نحو 40 % من قيمتها.



وكانت وكالات أنباء عالمية أكدت أن محلات الصرافة في لندن ومدن بريطانية رئيسة لم تعد تقبل التعامل بالريال القطري، ولم يعد متوفرا للبيع لديها، مشيرة إلى أن العملة القطرية هبطت إلى أدنى مستوى منذ سنوات أمام الدولار في سوق العقود الآجلة، حيث زادت العقود الآجلة للدولار مقابل الريال استحقاق عام إلى 630 نقطة مسجلة أعلى مستوياتها منذ ديسمبر 2015. وارتفعت عقود مبادلة مخاطر الائتمان القطرية لأجل خمس سنوات، والتي تستخدم في التحوط من مخاطر التعثر عن سداد الديون السيادية القطرية، إلى 93.6 نقطة من 90.1.



مخاطر حقيقية

وأشار نائب رئيس اللجنة المالية بمجلس الشورى الدكتور فهد بن جمعة إلى أن خطوة البنوك البريطانية وبعض المؤسسات المالية الأوروبية تعني أن التعامل بالعملة القطرية أصبح يحمل مخاطر مالية حتى وإن كانت مربوطة بالدولار، نظرا إلى أن البنوك الأوروبية قيادية، ويمكن أن تتبعها بنوك عالمية.



الريال فقد 40 %

ولفت بن جمعة إلى أن الريال القطري فقد بالفعل نحو 40% من قيمته في البيع الآجل منذ بداية الأزمة مع دول الخليج، وأن استمرار الوضع بهذه الوتيرة ينذر بعواقب وخيمة سواء للمتعاملين بهذه العملة أو المستثمرين في قطر، لافتا إلى أن نتيجة ذلك ستكون ارتفاعا كبيرا في مستوى التضخم.



انخفاض الثقة

وتوقع بن جمعة أن تتسع دائرة رفض التعامل بالريال القطري من بنوك ومؤسسات مالية عالمية أخرى خلال هذا الأسبوع، بوقف التعامل بالعملة القطرية لعدم وجود أي طلبات عليها، وخوف المتعاملين من المخاطر المالية لهذا التعامل، منوها إلى انخفاض مؤشر الثقة لدى المستثمرين العالميين في قطر كوجهة استثمار

على المديين القريب والمتوسط إلى أدنى حد.



نظرة سلبية

بدوره أكد عضو لجنة المشورة والتخطيط بشركة البلاد المالية تركي فدعق أن قرار البنوك البريطانية وقف التعامل بالريال القطري يعكس النظرة السلبية التي تحملها هذه البنوك للاقتصاد القطري، بحكم ظروف الحصار الخليجي الذي لم يستخدم كل أدواته حتى الآن، منوها إلى أن انتهاء المهلة التي أعطيت لقطر أمس دون تحقق المطالب الخليجية ستكون بداية لتشديد الحصار على هذه الدولة، مما يجعلها في وضع أكثر سوءا من الناحية الاقتصادية، حيث ستتضاعف تكاليف إنتاج وتسويق وتصدير المنتجات الرئيسة.



عملة خطرة

وذكر عضو لجنة الاقتصاد والطاقة بمجلس الشورى الدكتور فهد العنزي أن عدم التعامل بالريال القطري من قبل بنوك أوروبية رئيسة مؤشر خطير ويعود إلى أنه أصبح عملة ذات خطورة أعلى بسبب الأزمة السياسية التي أدت إلى تقلب في سعره، لافتا إلى أنه حتى محلات الصرافة التي تقبل بالتداول في الريال القطري حاليا تشتري بسعر منخفض جدا وتبيعه بسعر مرتفع من أجل تخفيض حجم المخاطرة الناتجة عن حيازته، موضحا أن رفض التعامل بالريال القطري نتيجة المخاوف من حالة التذبذب في سعر الصرف أمام العملات الأجنبية امتد إلى عدد من شركات الصرافة ووكلاء السياحة والسفر في بريطانيا.