محمد أحمد بابا

في الصالة!

الاحد - 02 يوليو 2017

Sun - 02 Jul 2017

ما من منزل ولا بيت إلا وفيه ساحة تنشق منها مداخل لغرف ومرافق راح الناس في المجتمعات يسمونها «صالة».

لهذا الشيء معتركات وصف، ودهاليز أحداث، وربما تخاريف توقعات:



- نمشي فيها ومنها وإليها، لتكون الصالة شاهد عيان على كاميرا خفية تستطيع استرجاع شعورنا خروجا من الغرف ودخولا للمطبخ واحتياجا لدورة المياه واستلقاء حيرة على كنبتها.



- تشتكي الشاشات التلفزيونية من حبسها غالبا في تلك الصالة ممتثلة لأوامر الريموت كنترول التي (حينا) تقلب ساحة الاستجمام منصة رقص، أو وقار وعظ، أو غم فلسفات.

- ينام البعض في الصالة حين يحتاج الجسد لفوضية الذهاب في نعاس الفكر وسنة النفس، فتكون تلك اللحظات فاصلا تاريخيا له ما بعده من انهيار عصبي أو حماس إنساني.



- تشرح لنا طاولات الصالة كمية المنبهات شربا وقيمة الملقيات والمتلفات الاستهلاكية استخداما ما لم يكن بالبيت عاملة منزلية، أكره ما عليها من مواقع المنزل صالة البيت صباح الجمعة.



- أطفالنا يجدون في مزاج عال قمنا فيه بترتيب وتنسيق شكليات وديكورات الصالة مساحة مناسبة للعب، وربما استكشاف الأشياء بطريقة (التخريب) فنجد صالة منزل حلبة ثيران.

- وجد آخرون في الصالة مكانا لـ (كلمة راس) هروبا من غرف لها أبواب حتى لو أغلقت فهناك من تسمر خلف الباب يسترق السمع.



- يعشق رجال صالة منازلهم لأنها المكان المناسب لتمثيل دور (هارون الرشيد) أو (سي السيد) على أريكة الصالة الكبرى في أمر ونهي و(شخط ونطر) يسمعه الجيران، فيعرفون بأن في البيت من له شنب.



- أعياد الميلاد في الصالة أحلى، ومفاجآت الفواجع في الصالة أدهى، وخوارق الإبداع في الصالة بنات أفكار، وموسيقى (الراب) في الصالة جنون عظمة.



- يخفي بعضهم في جوانب الصالة كثيرا مما يخافون عليه لقناعتهم بأن المكان المفتوح غير المتوقع أقل عرضة للتفتيش أو احتماليات الفضول.



- مرمى الشماغ ومفاتيح المنزل في الصالة، وملفى العباءة وحقيبة اليد ذات (اللخبطة) السحرية في الصالة، ومهد التوقف والسؤال اليومي: ماذا طبختم؟ في الصالة، ويصيح الأطفال لو دخلوا في الصالة: ماما ماما، وتحدث المشاجرات غالبا في الصالة.



- عندما تكون طاولة الطعام أو سفرة الغداء في الصالة فإن وفود شرائح العائلة سيكون رتيب القدوم حتى يبرد الساخن ويذوب ثلج العصير، لكن ترك الأكل لكلمة قيلت في الصالة دأب المسلسلات العربية.



- كم من صور الانستقرام ولقطات السناب شات واحترافات البايو في تويتر ويوميات الفرح والحزن و(المود) في الفيس بوك مكانها الصالة.



- في صالة بيتنا أمي تصلي وأحفادها يجرون ويلعبون، والعاملة تسألها عن مكان الفلفل الأسود، وأنا قادم لا أخلع جزمتي قبل السلام عليها، ومفتاح صندوق خزانتها ضاع باتهام لإحدى الأخوات، والابتسامة مقياس الرضا، إن صالة بيت ليس فيها أم كأمي - حفظها ربي - هي صالة وداع في مطار سفر.



لكن حينما تعلن مكاتب العقار عن/



- شقة: غرفة وصالة

- شقة: غرفتان وصالة

- شقة: خمس غرف وصالة كبيرة



السؤال: أوجد قيمة (الصالة) باستخدام التعويض عن (ص) بالنظر إلى (س) بمجموع مبلغ الإيجار السنوي غير الخاضع للرقابة؟

الجواب: طيب.. وبعدين!



@albabamohamad