صالح العبدالرحمن التويجري

عزلة قطر.. التأشيرة لمواطني 37 دولة

الاحد - 02 يوليو 2017

Sun - 02 Jul 2017

نتيجة لمقاطعة الدول العربية لقطر، فقد تلقى اقتصادها ضربة موجعة، خاصة بعد أن توقف مطار حمد الدولي من القادمين والمغادرين، وخلت الفنادق من النزلاء، لهذا السبب أصدرت وزارة الداخلية القطرية بيانا يسمح لمواطني 37 دولة بالحصول على تأشيرة دخول سياحية من مطار الدوحة، ومعظم تلك الدول فقيرة بمعنى لن يؤثر حضور مواطنيها على اقتصاد قطر شيئا.

وحسب وثيقة داخلية قطرية بلغ عدد الدول التي يحق لمواطنيها الدخول إلى قطر بطريقة سهلة 72 دولة، ولكن ارتفاع الأسعار في قطر قد يشكل عائقا أمام السياح، ومن جانب وصف الوزير القطري المطالب بأنها دليل على أن العقوبات «لا شأن لها بمكافحة الإرهاب، وإنما تهدف للانتقاص من سيادة قطر، والتدخل في سياساتها الخارجية.

الحقيقة أن مسؤولي قطر لا يزالون غير عابئين بتلك المقاطعة، لأنهم لا يحسون بما وقع وسيقع على مواطني قطر من انهيار اقتصادهم وضعف مداخيلهم التي اعتادوا عليها سنين، هذا إذا لم تكن بعض المتاجر قد أقفلت، أو أن أصحابها يجلسون على الأبواب ليهشوا عن وجوههم الذباب، ومن هنا نقول لوزير خارجية قطر الذي وصف المطالب الـ13 بأنها دليل على أن العقوبات «لا شأن لها بمكافحة الإرهاب، وإنما تهدف للانتقاص من سيادة قطر، والتدخل في سياساتها الخارجية»: ما هي السيادة القطرية التي ستنتقصها مطالب دول المقاطعة؟

ومن ثم ما المقصود بسياسة قطر الخارجية، أو لعل المقصود بسياسة قطر الخارجية تصدير الإرهاب إلى الجيران، والخنوع بعد الخضوع لدولة الصفويين وأضرابها، أم إن المقصود بسياسة قطر الخارجية حبك جريمة قتل الملك عبدالله رحمه الله انتقاما للقذافي وإرضاء له عما سمعه من كلمات صادقة وهادفة، لكنها جرحت قلبه حينما نطق بها لسان الملك عبدالله في ذلك الاجتماع.

وأنصح الشيخ تميم بأن يفكر جيدا وليعلم أن دول المقاطعة لم تعرض عليه بنود فك المقاطعة الـ13 وهي ناوية التنازل عن واحد منها، لأنها بمجملها تتفق مع معايير الجيرة الحقة، وعليه أن يعي للمستقبل فما تقدمه إيران لبلاده كسحابة الصيف لن يدوم ما دام الحصار، بل هي زوبعة بفنجان وزبد سيذهب جفاء. وليس للشيخ تميم إلا العودة الصادقة الجادة إلى الجادة وتنفيذ تلك البنود المطلوبة، وبتنفيذها ستعود قطر وأهلها إلى حضن الخليج (ومن رد ما شرد)، وكلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابون، فاللهم تب علينا وألهم الشيخ تميم وأعوانه الحكمة بعد التفكير بالعواقب، والتخلي عن المكابرة، وعليه أن ينبذ الغرور ويلتزم الواقعية، فالجار القوي والجار الكريم والجار الفزاع لا مثيل له ولا بديل عنه، وعسى أن نقول عفا الله عما سلف، وعلينا الاهتمام بالمستقبل وحفظ العهود والمواثيق.