عبدالله العولقي

ولي العهد ومستقبل المملكة

السبت - 01 يوليو 2017

Sat - 01 Jul 2017

أجمل ما في الرؤية 2030 أنها رؤية متكاملة وشاملة لكافة النواحي التي تمس الحياة الرغيدة للمواطن السعودي، فهي رؤية سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ورياضية، تسعى بشكل متسلسل ومترابط إلى رفع مكونات ومقدرات الوطن السعودي ليتبوأ المزيد من درجات التقدم والازدهار التي رسم ملامحها الأولى مؤسس هذا الكيان المبارك، جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، تغمده الرحمن بواسع فضله ورضوانه، ثم اتبع نهجه أولاده الملوك والأمراء من بعده حتى وصلت المملكة العربية السعودية إلى ما وصلت إليه من هذه المكانة السامية بين دول العالم.

وها هي المملكة اليوم، وفي عهدها الميمون، عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تواصل هذه المسيرة البناءة والمعطاءة في التاريخ السعودي الحديث، وتواصل نهجها ومسيرتها وفق كتاب الله عز وجل وشريعته الغراء، وقد خط جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز سياسته الحديثة والمعتمدة على عقول الشباب المعطاءة والبناءة وصاحبة الأفكار الخلاقة لكي تكمل مسيرة بناء هذا الوطن الشامخ وتمنحه أبعادا فسيحة في فضاءات الإبداع القيادي والتقدم العلمي والتكنولوجي.

وها هو ولي عهدنا الأمين، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في مقتبل شبابه، وعز عطائه وعنفوانه يرسم لهذه البلاد المباركة رؤيتها التي تحدد ملامح المستقبل الوطني لشبابها وشاباتها، وها هي تحدد تاريخ هدفها وتحقيق مطالبها بالعام 2030، ونراها تسابق الزمن وعجلة التنمية، وقد بدأت بواكير نجاحاتها المباركة تهل بشائرها على أرض وفضاء الوطن.

يقول الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، وهو مهندس الرؤية وراسم ملامحها وأهدافها في مقدمته الشهيرة للرؤية: إن قصص النجاح دائما ما تبدأ برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة، ونحن نثق ونعرف أن الله سبحانه وتعالى حبانا وطنا مباركا هو أثمن من البترول، ففيه الحرمان الشريفان، أطهر بقاع الأرض، وقبلة أكثر من مليار مسلم، وهذا هو عمقنا العربي والإسلامي، وهو عامل نجاحنا الأول، كما أن بلادنا تمتلك قدرات استثمارية ضخمة، وسنسعى إلى أن تكون محركا لاقتصادنا وموردا إضافيا لبلادنا، وهذا هو عامل نجاحنا الثاني، ولوطننا موقع جغرافي استراتيجي، فالمملكة العربية السعودية هي أهم بوابة للعالم بصفتها مركز ربط للقارات الثلاث، وتحيط بها أكثر المعابر المائية أهمية، وهذا هو عامل نجاحنا الثالث، وهذه العوامل الثلاثة هي مرتكزات رؤيتنا التي نستشرف آفاقها ونرسم ملامحها معا).

لقد حقق أميرنا الشاب وولي عهدنا الأمين خلال العامين الماضيين نجاحات تسابق الزمن وعلى الأصعدة كافة، ففي المجال السياسي على سبيل المثال، استطاع وبكل فخر تأسيس التحالف الإسلامي العسكري والذي يضم ما يقارب 41 دولة مسلمة، تجمعها غرفة عمليات مشتركة مقرها الرياض، ولدى هذا التحالف مهام جوهرية تتركز في محاربة الغلو والتطرف والانحراف الفكري، والتنسيق بين دول هذا التحالف العالمي على توحيد الأنظمة والإجراءات العسكرية والقانونية ضد المتطرفين، فكان هذا الحلف العسكري من أهم الإنجازات العبقرية التي أنجزها الأمير الشاب.

كما استطاع سموه تنظيم ثلاث قمم دولية عالمية كبرى في العاصمة الرياض، نتج عنها القمة السعودية الخليجية الإسلامية مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي أسفرت عن قرارات تاريخية عظيمة خصوصا ما يتعلق بقضايا الإرهاب، مما أسفر عن تقوقع وانكماش للدول الراعية للإرهاب وعلى رأسها دولة الملالي إيران وأذرعها الخبيثة في المنطقة.

وإنجازات سموه متعددة ومتنوعة ولكن أبرزها تأسيسه لهيئة الترفيه التي تسابق الزمن لتحقيق النجاحات الترفيهية والاستثمارات الاقتصادية.

كما له إنجازات مهمة أخرى كتوطين الصناعات العسكرية وتطوير الصناعات المحلية وجذب الأموال الخارجية استثمارا داخل المملكة، وتنويع مصادر الدخل الوطني، واهتمامه الشديد بالمرأة وقضاياها، وحرصه على توظيف الشباب في القطاعين العام والخاص، وهذه بعض إنجازات الأمير محمد بن سلمان التي استطاع أن يحققها خلال الفترة الماضية ويسعى جاهدا لبذل المزيد من هذه الإنجازات العظيمة، فوفق الله أميرنا المحبوب حيثما حل وارتحل وأعانه على مهماته.