فايع آل مشيرة عسيري

قطر.. العمامة الإيرانية

السبت - 01 يوليو 2017

Sat - 01 Jul 2017

تدخل المقاطعة الخليجية لقطر أسبوعها الرابع تقريبا بلا إرهاصات ولا مقدمات ولا محاولات لحلول قادمة متوقعة.. الخليجيون مستمرون في المقاطعة السياسية والاقتصادية بعدما كشفت الكثير والكثير من العلاقة القطرية الآثمة مع الجماعات الإرهابية والجماعات الانقلابية والمعارضة غير الشرعية الشريفة «البلطجية» بمفهومها الشعبي والخارجة عن سطوة القانون وأنظمة البلدان!

وفي الجانب الآخر ما زالت قطر تعيش حالة من التوهان والتخبط المرتبك، فتارة تظهر بثوب المقاومة الهشة العابثة المفتعلة، وتارة تترنح في ظلمات الأحاجي والأكاذيب والمناكفات والادعاءات وتمرير كل هذه الأحداث الصادمة بالاتهامات، وما زالت تعيش الصدمة في دائرة السؤال الكبير لماذا المقاطعة؟

وهي وحدها تعلم الإجابة وتتغابى كعادتها السياسية، بل وتحاول ذر الرماد في العيون وإثارة البلبلة والمظلومية والبكائية وبأصوات مذيعي الجزيرة الجهورية، وتحاول أن تجد الكثير من مخارج الطوارئ والتي في حقيقتها أبواب النيران التي أشعلتها طويلا قبل أن تحرق بلهيبها وتصلى بسعيرها، وهي تسوق التبريرات الخجولة لمواقفها الفاضحة والتي كشفت معها الكثير من الحلم والأناة والحكمة السعودية طيلة عقدين ونيف من الزمان حتى كان القرار التاريخي الحازم والذي أعاد للمنطقة هيبتها وقوتها ورسوخها في وجه كل التحديات والتعامل معها بحزم وعزم!

يظهر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء القطري السابق عبر قناة الـ CNN ويتحدث بسذاجة فاترة عن اللحمة الخليجية وروابط الأشقاء وأواصل المحبة ودور السعودية الأخ الأكبر لأخيه الأصغر قطر والدولة الأصغر أيضا واتهامه للإعلام السعودي بأنه أهان قطر..!

والحقيقة أن وسائل الإعلام السعودية لم ولن تسيء أو تهين الكيان أو الشعب القطري العزيز بل هي تعرية النظام القطري وكشف مؤامراته الوحشية الخبيثة والداعمة والحاضنة للإرهاب بكل صوره وألوانه وأطيافه، واسترسل في حديثه كي يواري سوءات قطر وأنها ادعاءات واتهامات باطلة لا تستند إلى حقيقة واقعية فاستحضرت المثل العربي القائل «أحشفاً وسوء كيلة».

وما تصريحاته وتبريراته إلا شبيهة ببيت ابن سهل الأندلسي الشهير:

هيهات لا تخفى علامات الهوى

كاد المريب بأن يقول خذوني

وما تمارسه السياسة القطرية عبر أبواقها الإعلامية ومستشاريها إلا ثرثرة مراهقة إنشائية ومزيد من المصطلحات الملتوية البعيدة كل البعد عن حقيقة الواقع الدامغ بالحجة وبالوثائق والأدلة المفحمة التي تدين قطر وسياستها العنهجية والتي لا يمكن لمحلل سياسي محايد حجبها أو القفز عليها فماذا بعد يا سياسة قطر؟!

الطعنة القطرية الغائرة الغادرة في ظهر الخليج العربي لا تغتفر ولا يمكن تجاوزها ومحاولة الطبطبة وترديد الشعارات البراقة على منوال: «خليجنا واحد وشعبنا واحد» قد انتهت منذ زمن ليس بالبعيد، ولم يعد لها مكان في وحدة خليجنا الواحد الذي مزقته قطر ومزقت معه كل أواصر الترابط والقوة وهي تسخر كل طاقاتها وجل تفكيرها ووقتها وجهدها للغدر بالسعودية وبقية دول الخليج العربي.

ومضة: قطر وسياستها المنهارة باتجاه المصير الأحادي الفاقدة للأهلية السيادية إذا لم تستفد من الدرس الخليجي فسيكون مصيرها سياسيا واقتصاديا تحت وصاية العمامة الإيرانية.