سياحة أبها على المحك

الجمعة - 30 يونيو 2017

Fri - 30 Jun 2017

فوز مدينة أبها بلقب عاصمة السياحة العربية 2017 ذو حدين، إما أن تكون المدينة جديرة بهذا اللقب، أو أنه مجرد حبر على ورق الهيئة العربية للسياحة التي توزع ألقابها على المدن العربية من باب «التشريه» والعبثية التي يعريها الواقع.

فور فوز مدينة أبها باللقب العربي بدأ الحراك، وتم جلب من يعتقدون أنه خبير لا علاقة له بأبها وناسها، بينما ذهبت الكفاءة المتمكنة لتقيم دورة جذب سياحي رياضي في تبوك وخسرت أبها بذلك الكثير، تجول هذا الخبير في المحافظات ووضع خارطة طريق لم يتضح من معالمها شيء إلى الآن، عدا حفل افتتاح صاحبه الكثير من السلبيات والإيجابيات.

الآن حصحص الحق ووصلنا ذروة السياحة الحقيقية في أبها بمساعدة القوة العاشرة «قوة المناخ» الذي يجبر سكان المدن الملتهبة بالحرارة والرطوبة على الرحيل نحو المصايف كحركة تنقلات جماعية كما كان يفعل المطر والكلأ بسكان هذه البلاد وتنقلاتهم المتعددة حسب المناخات دون اعتبار للترف الذي قد يجلب البعض في هذه الحقبة الزمنية، مجلس التنمية وهيئة السياحة على المحك، ومدينة أبها على مفترق طرق إما سياحة بمعناها الحقيقي، أو التواري خلف الشنة الإعلامية الوهمية، وخلف برامج شكلية تفتقد للمضمون الحقيقي للجذب السياحي.

الذي أعرفه أن الدعم المادي المنتظر لم يصل، وبالتالي فالأفكار تموت في مهدها إذا لم يتوفر العصب الحقيقي للتنفيذ، والذي أعرفه أن كل جهة مشاركة في هذا الحدث السياحي الذي يهم الوطن بأكمله قد شاركت على استحياء، وبقي أمامنا وزارة الإعلام، نتوقع حضور قنواتها لتسويق سياحة أبها عسير ببرامج المسامرات المسائية مع دعوة رموز الإعلام والأعمال سعوديا وخليجيا، وما زلنا ننتظر دور وزارة الإعلام الحقيقي، أما بقية الوزارات والشركات والجهات التي كنا نعول عليها فيبدو أننا «سنبطي عظم» وبالتالي غسل أهل أبها وسكانها أيديهم مبكرا.

كعكة السياحة السعودية ضخمة جدا وتصل إلى أكثر من ستين مليار ريال تهاجر صيف كل عام مع المتبطحين والمتسدحين في منتجعات أوروبا وبعض الأماكن السياحية الآسيوية والعربية، ومهمة أخذ نصيب من هذه الكعكة للسياحة الداخلية ليست سهلة، بل هي مسؤولية مواطنة بالدرجة الأولى، لذا نترقب نجاح موسم أبها السياحي بعاملي المناخ والطبيعة التي تسر الناظرين، أما صناعة السياحة الاستثمارية الجاذبة فيبدو أننا ما زلنا نحبو.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال