آلاء لبني

أصلح من نفسك أولا

الجمعة - 30 يونيو 2017

Fri - 30 Jun 2017

نشعر أن الزمن يمضي سريعا، انقضى رمضان وأقبل العيد ومر أسبوع من شوال، نمط الحياة والروتين قد يشعر الإنسان بأن الأيام متماثلة، لدرجة أن ينسى تفاصيل عديدة، والحقيقة أن اختبار الإنسان لتجارب وخبرات جديدة ومتميزة وممارسة أفعال متنوعة يساعده على الاحتفاظ بتلك الذكريات في ذاكرته ويشعره بتميز تلك الأوقات التي مرت عليه.

زاحم عقلك بتجارب جميلة ولا تعتقد أن تلك التجربة يجب أن تكون مرهقة ماليا أو تكون على قمة أفرست! بل ربما هي بضع خطوات تسيرها تجاه هدفك.

عادة التكاسل والنوم في شهر شوال عادة شهيرة جدا وعجيبة وبلاء إذا انتقلت لكافة أشهر السنة.

لماذا بلاء؟ لأن النفس متى ما انغمست في الفراغ وتحولت من الإنتاج للكسل والاستقبال فقط أصبحت معرضة للاكتئاب والملل والغضب بشكل أكبر أو اللامبالاة حسب نمط الشخصيات، كذلك انقياد العقول النائمة للأفكار أمر هين، ليست القضية بتبني الأفكار ولكن المشكلة تكمن بقبولها دون تمحيص وإخضاعها لنهج التفكير، لذلك تجد داعش وأمثالها من الأفكار المتشددة طريقا وتربة صالحة تسممها بفكرها، فتستحل الدماء وقدسية المكان كما استحلت بمكة خير بقاع الأرض قبل أيام.

صوت الوسطية في تناقص، فالبعض يحصر فهمه وقبوله على أسماء معينة حتى وإن مات من ألف سنة! كأن كل ما حولنا ثابت! للأسف حوارات الشتم وقدح الناس تزدهر حتى من بعض أهل الدعوة والدين! ينشغلون باتهام غيرهم وجرح من خالفهم كما يهاجم المغامسي ويبحث البعض عن كل آرائه ليدحضها، كل هذا لأنه دعا لترك تكفير بعض المذاهب وحرم القتال بينها!

ما الحل؟ حين نؤكد على بعض الصور السلبية فنحن نؤصل أثرها، ولكن حين نعمل بعكس اتجاهها وبشكل مناقض لها فنزرع العطاء في رحم المعاناة، الخير في الانشغال بالبناء والإنتاج كل حسب مجاله وليس بالتباكي والبكاء على الأطلال! لنصمت من يشغلنا بنشر الفوضى والجدل إلى أن ترجح كفة الإنتاج والعمل وبها تكمن القوة والعزة وبناء الأوطان.

المنتج يبحث دوما عن طرق تساعده على زيادة إنتاجه ومنهمك بنفسه عن التفاهات والأمور الجدلية العقيمة.

قبل أن تدخل في جدل عقيم أو تقلل من شأن أي إنسان اسأل نفسك ماذا أقدم لهذا العالم ولنفسي أولا؟ الحرب الحقيقية هي الحرب على ضعف الذات ونوازعها. وأفضل شعار في الحياة (أصلح من نفسك ينصلح العالم من حولك).

مع ضغوط الحياة وتنامي مشاعر الغضب المكتوم وتزايد الاكتئاب نفقد الكثير من السكينة والطمأنينة خصوصا مع تنامي العنف في كل ما نسمع ونشاهد، وكلما كنا أكثر إدراكا بكيفية التعامل مع الصخب الذي يحيط بنا والضجيج الذي يسكن عقولنا كنا أكثر تقبلا وسكينة وسلاما مع أنفسنا.

العطاء سر النجاة، ولا أقصد النوع المادي فقط، فحين نكون في قمة حزننا قد تكون الابتسامة خير عطاء لمن نقابل.

العيد قد يتحول لفرصة جيدة للعطاء، من أراد السعادة حقا في هذه الحياة يجب أن يبحث عن المنفعة المتعدية التي تخرج عن النطاق المألوف، هناك من ينظم زيارات لمرضى المستشفيات لإدخال البهجة عليهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سرورا، أو تقضي عنه دينا، أو تطعمه خبزا).

بشكل عام في العيد تكثر الصلة بين الأقارب وتزداد الولائم بشكل كبير وهي أمور محمودة متى ما خلت من التبذير والإسراف دون أن تتحول أيام العيد جميعا لولائم دسمة مما يعد هدرا للنعم، بالإمكان كسر الروتين وإضفاء روح جديدة لبعض الأفعال المعتادة فبدل أن تكون المناسبة الاجتماعية مجرد واجب تقضيه ممكن جعلها تجربة عطاء باستضافة بعض الأيتام مع الاجتماع العائلي وإقامة احتفال بسيط لهم، ذلك أمر متاح بعد التنسيق اليسير مع دار

الأيتام الخيرية، وتوزيع العيدية عليهم لتفوق فرحتهم بها فرحة أبنائنا.

كم الفرق شاسع حين تقدم العطاء لمن يحتاجه فعلا ولمن تعود عليه بموجب العادة.

Alalabani_1@