أحمد صالح حلبي

مكة المكرمة في رمضان

الجمعة - 30 يونيو 2017

Fri - 30 Jun 2017

ستظل مكة المكرمة ساحرة باسمها الجميل في أحرفه، الأنيق في تدوينه، الرائع في بلاغته، ساكنة قلوب المسلمين، صغارا وشبابا، رجالا وشيوخا، نساء وفتيات، أثرياء وفقراء، تتربع القلوب وحيدة دون منافس، فبأرضها الطاهرة بيت الله الحرام، ومن بطحائها شعت رسالة الحق، وبعث خاتم الرسل والأنبياء محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، فكانت رسالة الإسلام نورا أضاء أرجاء الأرض.



قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم «إني لأعلم أنك أحب البلاد إلي، وأنك أحب أرض الله إلى الله، ولولا أن المشركين أخرجوني منك ما خرجت».

وإن كان هناك من أراد أن يسيء إليها بقتل أبرياء على أرضها الطاهرة، ونثر جثثهم تحت الأنقاض، فإن الله قد حماهم بمكة، لأنها أرض الله، ومن أراد بها خبثا محقه الله.



وستظل مكة المكرمة بأمن وأمان وسلام واطمئنان، يسهر على أمن قاصديها من معتمرين وحجاج رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وليس لنا إلا أن نقول «حفظك الله يا مكة».



بعد أن من الله على عباده بصيام رمضان وقيامه بمكة المكرمة، وبدأت قوافلهم في مغادرة البقاع الطاهرة، لا بد من وقفة مصارحة نناقش فيها أداء القطاعات الحكومية وخدماتها خلال الشهر الكريم، ومدى نجاح خططها وفقا للواقع والمشاهد، لا وفقا للتقارير الصحفية وبرقيات التهاني التي تحمل دوما عبارات «نجاح باهر، لا نظير له».



ومن أول القطاعات التي ينبغي الوقوف أمام خدماتها خلال الشهر الكريم، أمانة العاصمة المقدسة، التي من أبرز مهامها ومسؤولياتها إيجاد بيئة نظيفة وخالية من الملوثات، لكنها لم تستطع توفير ذلك طوال الشهر الكريم، بدا ذلك واضحا من مداخل مكة المكرمة التي كنا نأمل أن تسعى الأمانة لتهذيبها وتحسينها والعمل على زراعتها، غير أن كل هذا لم يحدث، فضلا عن غياب الرقابة على مسلخ الأهالي طوال الشهر الكريم، فلم نر موظفي صحة البيئة، ولم نشتم سوى رائحة تزكم الأنف وتصيبنا بالأمراض، فأين هي الأمانة وخططها؟



أين مجلسنا البلدي؟ خلال الحملة الانتخابية سمعنا الكثير من الوعود التي أطلقها السادة أعضاء المجلس البلدي وتغنوا بعباراتها، فجعلتنا نحلم برؤية شوارعنا خالية من النفايات والأتربة والمطبات والحفريات، وزاد حلمنا فاعتقدنا أننا سنرى حدائق ومتنزهات تضاهي نظيراتها بمدن العالم!

غير أن الحلم لم يصبح واقعا، فسرعان ما ظهرت الحقيقة بعد أن فقنا من غفوتنا ووجدنا مجلسنا البلدي منهمكا في توقيع عقود الشراكات مع القطاعات الحكومية، التي لا نعرف جدواها، سوى أخبار بالصحف وصور.



وكان أملنا أن يكون للمجلس البلدي حضور مميز في رمضان، يتابع الخدمات المقدمة، ويطالب بتوفير أخرى.

أكثر من علامة تعجب توقفنا أمام خطة إدارة مرور العاصمة المقدسة خلال شهر رمضان المبارك، فقد حيرتنا هذه الخطة التي تارة نجد فيها حركة سير مرنة بشوارع رئيسية، ونفاجأ بالعكس في الشوارع الفرعية، ولا نعرف سر ذلك سوى القول إن قائدي المركبات هم السبب في ذلك،غير أن الحقيقة تقول إن السبب عائد لقيام المرور بإغلاق مخارج الكباري والأنفاق أمام حركة السير.

وهنا نقول إن كانت هذه المخارج غير مجدية فالأفضل إزالتها، لا أن تغلق بحواجز حديدية في أوقات الذروة.



[email protected]